اين ذهب رمز السلام؟

فرشت رمل البحر ونامت واتغطت بالشمس....كانت تستمع لتلك الاغنية وكانت كعادتها تسرح مع كلمات الاغنية وتتوج نفسها البطلة التي يتفنن حبيبها في مغزالتها.....وكانت في تلك اللحظات في عروس البحر الابيض واحب المدن الي قلبها " الاسكندرية "...ذلك المكان التي تعشقة وتستمع به فكل الاوقات...وخاصة في الشتاء...فهناك كانت تقضي الاجازة مع عائلتها...وتمرح مع اخوتها...وتبنى قصور الرمال متوجة نفسها ملكة عليهم جميعا.....ويأتي اخوها ليداعبها ويقول لها ومن سيكون الملك يا مولاتي....فتضحك وتقول:"اكيد مش انت ايها العبد الاسود"....ويضحكا...وتعلى ضحكتهم...وهناك ايضا كانت تسافر مع زملائها في رحلات الجامعة...وتلتقط لهم كاميرا الحياة صور الشقاوة والفرحة ويشهد كوبري استانلي لحظات جنانهم سويا ومداعبتهم بعضهم لبعض...وانتظارهم لفارس الاحلام بحصانة الابيض- لا بالمايو كما كانت احدهن دائما تقول- بل وسرد حكايتهن ومشاكلهن العاطفية...وكانت دائما تعد خبرة ومصدر عاطفى لاخلاف عليه...فكانت محل ثقة بين كل اصدقائها وكان الكل ينتظر من سيكون الملك في مملكة تلك الفتاة الغير عادية....وهنا نظرت الى دبلة زوجها وتلألأت بعينيها دمعة...نزلت على وجنتيها ببطئ.......فهناك ايضا كان "شهر العسل" مع زوجها وحبيبها وامامها وملك مملكتها.....هناك عاشت اجمل ايام حياتها مع من اختارة قلبها واوجهت معه العديد من المشاكل هنا تعهدا ان يكونا زوجين بل وحبيبين الى الابد...ولن يسمحا لاحد ان يعكر صفو حياتهم....ولكوبري ستانلي ايضا اجمل الذكريات لهم فعليه جريا سويا تحت المطر تتشبث ايدهما ببعض ضاحكان من نظرات الناس المتهمة لهم بالجنون وهم غير كارثين بذلك...فيكفيهم يقين كلاهما بالاخر والشعور بالامان في ذلك الجو الصعب لكل من حولهم عدا هم...فالجميع يعاني من برودة الجو الا هما...فشمس الحب كفيلة بدفئهم مئات الليالي اللمطرة كان مريم وخالد زوجان وحبيبان بمعنى الكلمة....تعهدا على الحب في الله...كان لهما حلم مشترك ومهمة واحدة في الحياة" ان يكونوا اب وام لجيل هدفة عزة الاسلام ونصر المسلمين"....تعلما الكثير لاجل ذلك...كان يومهم العادي ليس العادي للعديد من الناس...كان القراءن شريكهم الثالث فكل اوقات اليوم تقريبا...كان من يؤنسهم ويحكم بينهم هي احاديث الرسول صلى الله علية وسلم...كانت الامور المالية هي اخر ما يفكرا فيه...فشعارهم لا ينقص مال من صدقة...كانت حياتهم موضع خلاف لكل من حولهم...هناك من يراها حياة معقدة ( وانهم مزودنها)....وهناك الكثير من حاولوا ان يدمروا حياتهم بالمفاهيم المغلطة الحديثة ولكنهم كانوا دائما متشبثين بكلام الله ورسوله الا ان حدث ملا يحمد عقبااااااااه...... كانت حمامة السلام لا تفرق عشهم الهادئ الى ان حدث مالم يخطر على بال احد....في صباح احد الايام شعرت مريم ببعض التعب فطلبت من خالد ان يوصلها لامها كي تزورها وترتاح عندها قليلا...وافق خالد على مضض هو خائف على مريم تبدو مرهقة كما ان والدتها............. ذهبت مريم لوالدتها وذهب خالد الى عمله...ولكن ما ان رأت مريم امها حتى فقدت الوعي...صرخت الام واسرعت باحضار الطبيب...وقال الطبيب انها ضعيفة جدا وتحتاج الى عناية خاصة لانها تتناول ادوية كثيرة لتسرع بالانجاب تحتاج الى الغذاء الجيد...وما ان سمعت والدة مريم هذا الكلام حتى اخذت في السب واللعن في خالد طلبته للحضور فورا....وعندما وقعت عينيها علية اخذت تنهشة باكلمات المجرحة لكرامته متهمة له بسؤ الحفاظ على ابنتها تلك الوردة التي ذبلت بسببه وبسبب تبذير امواله وعدم الاعتناء بزوجتة ومراعتها واخدت تردد المثل الدارج" اللي يحتاجة البيت يحرم على الجامع" وقف خالد صامتا حزينا فقد كسر شئ بداخلة....نظر الى مريم نظرة مليئة بامشاعر القلق والحب والعتاب....اعتذر خالد لحماته وطلب منها اصتحاب زوجتة ووعدها بحسن رعايتها....كانت مريم تشعر جيدا بما يعانية خالد من احساس العجز والالم وجرح كرامته...هي لم تقصد ابدا احساسة بذلك...هي طلبت زيارة والدتها لانها كانت حقا مرهقة وتريد ان ترتمي في احضانها ولم تتوقع كل ذلك....ظل الصمت شريكهم الى وصلوا الى منزلها ...حاولت مريم ان تصلح ما افسدته امها...ولكن فؤجئت برد فعله نظر اليها ولمس على شعرها بحب واكد لها انه لم يغضب من كلمات امها وانه سيبذل قصارى جهدة ليحافظ على هدية ربنا له بوجودها فحياته...لم ترتاح مريم لتلك الكلمات وشعرت بانقباض قلبها وذهبت الى غرفتها واخذت تبكي وكانت شكوك مريم في محلها فقد هجرت حمامة السلام عشهم ودخلت العديد من المصطلحات خريطة حياتهم....انشغل خالد بعمله كثيرا واصبح يعمل صباحا ومسائا كي يزود من دخله......كثرت علاقاته وانشغل عنها...شعرت مريم ان حلمها يضيع امامها وهي مكبلة فقد حاولت العديد من المرات ان تلمح لها ضيقها ورغبتها فعودتهم كما كانوا ولكنه يضحك ساخرا منها قائلا: "لازم احافظ على الوردة ومتدبلش مني يا مريم" فتقع كلماته كالسكين بقلبها وتتذكر مافعلته به امها...اخذت مريم تصلي وتدعي ربها بان يفك كربها وتعود حمامة السلام لعشها ...مرت الايام واكتشفت مريم انها حامل...اخدت تحمد ربنا كثيرا وتشكرة على تلك النعمة التي طالما انتظرتها كثيرا وفكرت كيف ستقول تلك البشرى الى خالد ...جاء خالد فموعدة ودخل الشقة ليجدها كلها مظلمة...اخد ينادي على مريم ولكن دون جدوى وفجأة سمع صوت بكاء طفل رضيع يأتي من اتجاة غرفة الاطفال بمنزلهم...ذهب الى الغرفى على اثار ضوء الشموع الخافت ...دخل الغرفة ليجدها مزينة على اجود شكل ممكن ووجد مريم جالسة في زي ملائكي ومعها باقة ورود فنظر اليها متعجبا وقبل ان يقول شئ اقتربت منه ووضعت يدها على فمة قائلة: خد بوكية الورد دة واقرا الكارت...دي اوامر عليا لازم ننفذها احنا الاتنين...اذداد تعجب خالد وفتح الكارت ليجدة مكتوب فية من فضلك انتظرني على بعد سبعة اشهر....يا بابا...صحيح انت حتسميني ايه؟؟؟.....نظر خالد الى الكارت وقراءه امثر من مرة ليستوعب ما فيه ولما يتمالك نفسه من الفرحة واخذ يقبل الكارت كثيرا وكثيرا نظر الى مريم نظرة مليئة بالحب....وقال لها: يااااااااااااااااة اخيرا يا مريم...انا مش مصدق مبروك مبروك يا ام...... هو احنا حنسمية ايه؟....ابتسمت مريم وقالت :مش حتفرق معايا اسمه مدام حتة منك يا خالد لو اعرف ان الحمل حيخليني اشوف الحب دة كله فعينك كنت طلبته من ربنا من قبل حتى ماشوفك...نظر لها خالد وسكت وفجأة حملها على ذراعية ودخل بها غرفتهم قائلا: بحبك مرت الايام وبالفعل قلت الفجوة التي تسببت فيها امها واخد كلاهما ينتظر ذلك المولود...وفي يوم شعرت مريم باعراض البرد فاتصلت بخالد وذهبوا للطبيب وهنا كانت المفجأة قال لهم الطبيب ان مريم قد اصيبت بفيروس قوي ادئ الي تشوة الجنين وربما وفاته....فيجب سرعة التخلص منه الا وتكون هي نفسها في خطر............نزل كلام الطبيب عليهم كالصاعقة....بكت مريم ولاول مرة ترى الدموع فعيون خالد وفؤجئت به يصرخ معترضا على قضاء الله وفجأة خرج وتركها...حاولت مريم النهوض لتلحق به ولكنها فقدت الوعي.... حجزت مريم في المستشفى عدة ايام بعد عمليه الاجهاض التي اجريت لها ...كانت والدتها ووالدة خالد لا يفراقها فقد كانت حالتها خطيرة....كانت مريم دائمة السؤال عن خالد ولكن دون جدوى....فلا احد يعلم اين ذهب بعد ذلك الخبر المشئوم.....كان القلق والشوق والضيق يتبدلان الادوار على مسرح قلبها...كانت كلمات امها الجارحة فحق خالد تقتلها وتزود جرحها وعذابها منه ولاجله...خرجت مريم من المستشفى واخدتها امها عندها...وكالعادة كل يوم تسئلها عن خالد وتقول نفس الكلام السام الذي يسمم بدنها كما سمم حياتها وفي يوم لم تستحمل مريم اكثر من ذلك فصرخت في امها قائلة: كفاية بقى كفاية بقى يا امي حرام عليكي....بجد حرام..انتي عايزة مني ايه؟...مش كفاية اللي انا فيه...فجاة فقدت ابني وجوزي ضاع مني ومش لاقياه....مش كفاية ان انتي السبب بكلامك ليه اللي غير حياتنا وبعدنا عن بعض وعن رسالتنا الي حلمنا نحققها سوى...من ساعة ماهزقتيه هنا هو اتغير وبعدنا اوي عن بعض...بعدنا عن ربنا...انشغل بالشغل عن ابسط القواعد اللي اتفقنا وعاهدنا ربنا اننا منسيبهاش....بعد يا امي عن ربنا فمرضيش بقضائة....بس مش انتي بس السبب...انا كمان...ايوة انا كمان غلطانه لما كنت بسمعلك وبسكت ومبدافعش عن جوزي وعن حلمي وحلمه..احنا كنا عايشين ومبسوطين...وراضين...الله يسامحك يا امي الله يسامحك ويسامحني ويسامحة ويرجعه" لم تستطيع ان تقول والدتها شئ واكتفت بالصمت واخدت تحاول تهدئتها وهي تلملم متعلقتها لتعود الي بيت زوجها وحاولت منعها...ولكن مريم اصرت تنتظرة فمنزلهم...وهي واثقة انه سيعود لابد من العودة تمر الايام والاسابيع دون جدوى او سماع اي خبر عن خالد...بحثت عنه في كل مكان ولا احد يعرف له طريق...تدمرت اعصابها الى ان جاء اخوها من السفر وسمع من امه ماتعانية اختة فذهب اليها واخذ يداعبها وطلب منها السفر معه الى عشقهم الاول الاسكندرية لتريح اعصابها هناك بعض الايام...ولكنها لم توافق الا بعد ان وعدها ان يجد خالد ويقنعه بالعودة لها ولبيته مرة اخرى فهو كان صديقة ولابد انه سيسطتيع مساعدتها...وافق احمد"اخوها" وسافرت معه فعلا....وكانت كل يوم تذهب الى البحر وتجلس طوال ايوم هناك صامته...حتى سمعت كلمات كاظم السهر وسرحت معها وفاقت على صوت اخيها وهو يداعبها بملكة الملوك...وحين رأى الدموع بعينيها....قال لها: انتي بتحبية اوي كدة يا مريم...فقالت: طبعا بحبة...يااااااااة ياحمد نفسي اوي اشوفه اطمن علية..مش حعاتبه لان مش هو بس اللي غلط...انا كمان سلبيتي دمرتة ودمرتني وبعدتنا احنا الاتنين عن طريقنا وحلمنا....تفتكر حيرجع يا احمد...؟ضمها احمد الى صدرة وهو يمسح دموعها وقال ان انشاء الله يا مريم خلي املك فربنا كبير...على فكرة احنا حنرجع بكرة جهزي نفسك. عادو الى القاهرة واصرت مريم ان تعود الى منزلها...دخلت المنزل وشعرت بحركة بداخله..امتلاءت بالرعب...ذهبت الى المطبخ لتحضر السكين واتبعت مصدر الصوت لتجدة من داخل غرفة الطفل المرتقب فوجدت خالد واقف يصلي وهو تملئة الدموع...امتلكت مريم اعصابها على مضض حتى ينتهي ...وما ان انتهى حتى ارتمت علية قائلة:يااااااة حمدالله على السلامة يا خالد...وحشتني اوي...كنت فين؟..ضمها خالد بشدة الى صدرة وقال: انا اسف يا مريم...انا ظلمتك...بس اعذريني غصب عني....وضعت مريم يدها على فمه وقالت: بلاش عتاب يا خالد...خلاص انا مش عايزة اسمع حاجة....الحمدلله انك رجعتلي بالسلامة يا حبيبي في الله....نظر لها خالد نظرة حب وقال: ياااااااة يا مريم...لسة بتحبيني وفي الله كمان؟...عارفة...انا لما سمعت كلام الدكتور الدنيا اسودت فوشي والشيطان قدر يلعب بعقلي وحسسني اني خسرت كل حاجة...انا كنت بعيد اوي عن ربنا...انا غلطت فحقك وحق نفسي وقبل دة كله حق ربنا...يااااااارب سامحني يااااارب...دمعت عين مريم وقالت اهدى يا خالد...ربنا كريم اوي ويمكن ابتلانا البلاء دة عشان يسمعك دلوقتي وانت بتنادية كدة حب واحتياج وشوق ليه كدة...خلاص يا خالد...اللي فات مات...خلينا في اللي جاي....نرجع تاني لسكتنا للي اتعاهدنا عليها قبل كدة...توعدني بكدة يا خالد...ابتسم خالد وكان قد ارتاح لكلامتها وقال اوعدك يا حبيبتي في الله..قومي نصلي سوا يمكن ربنا يقبلنا تاني ليه...وادعيلي يا مريم ادعيلي مرت السنين ووهبهم ربنا بنت وولد وعاشوا سعادة فقرب من ربنا...ربما لم يكون المال هو شريكهم ولكن قربهم من ربهم وقناعتهم بفضلة جعل حمامة السلام فرد لى ولن يختفتي من منزلهم ابدااا
تمت