ما انا بباسط يدي لاقتلك

اشرقت شمس يوم جديد....اتمنى من الله ان يكون يوم سعيد......ولكن للاسف اخر يوم في اجازة زوجي الحبيب.....وسيعود للعمل ويتغيب عني وعن اطفاله لاكثر من اسبوعان وربما شهر.......كيف سأتحمل غيابة كل تلك الفترة.....فهو هوائي الذي اتفسه......فهو حبيبي الذي لم يسكن قلبي سواه.....هو.....لن تكفي كلامتي وصفه.....لو يوجد ملائكة في اجساد بشر لكان هو اولهم.....فهو صاحب وجة ملائكي وملامح تكسوها البراءة واخلاق الفرسان التي ندر وجودها.......هو.....هو ابي وزوجي وحبيبي وإمامي.......لكلما نظرت له...اشهر برضاء ربي عني لوهبي زوج كهذا....زوج اعتمد عليه في ابسط الاشياء واكبرها.....زوج يراعي في وفي اولادة ربه....زوج لن يستطيع ابلغ الشعراء وصفة بارقى اساليبهم....احمدك ربي واشكر فضلك ونعمتك علي
مر اليوم كلحظات وستأتي لحظة سفره...اكره تلك اللحظة بشدة..ولكنه كل مرة يقبل رأسي ويبتسم ابتسامة ملائكية تبعد الخوف او القلق عني........ما هذا؟...لماذا لم يبتسم هذة المرة.....لماذا ارى بعينة نظرة لم اراها من قبل......لماذا يقبل اطفالنا هكذا تقبيل مودع...لا استغفر الله العظيم اكيد هاجس من الشيطان
تمر الايام اليوم تلو الاخر وانا في انتظاره....ماهذا؟؟؟؟؟؟؟...لا حول ولا قوة الا بالله؟....ما كل هذل العدوان البشع؟...كيف يقتلون الابرياء ويتلذوذن بالتمثيل بجثثهم؟.....يارب انصر الاسلام واعز المسلمين.....يارب انتقم منهم وارانا فيهم عجائب مقدرتك......اشعر بالاختناق من تلك المشاهد البشعة.....لا استطيع رؤيتها....لالالا.....ياترى كيف حال زوجي وهو على الحدود؟....لم اعد استطيع تحمل قلقي عليه هكذاعند كل مأمورية...عندما سيعود سأطلب منه تقديم استقالته فانا واطفاله بحاجة اليه....ولكنه يعود!!!!.......انه هو من يتكلم على الهاتف....يالا رقة قلبه انه قلق على ابننا الصغير لمرضة....لا تقلقل يا حبيبي في الله .....ارجوك كن حذر......معك حق" قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا".....ونعمة بالله.....محمد رسول الله
نعم انه منزله....من المتحدث؟....ماذا حدث؟.....مصاب؟؟؟؟؟؟؟؟؟....كيف؟...سسأسافر اليه حالا......اكثر من سبع ساعات تفصلني عنه....يتلذذ الشيطان في عذابي انا وامه وابيه.....يارب اسئلك رد القضاء واللطف بنا.....انه هنا....لا حول ولا قوة الا بالله؟...
.ماذا بك؟
............
ارجوك طمني عليك
.......................
لا استطيع تفسير عباراتك
................................
لا..... لا تقل هذا
.........................
انت من ستربيهم وتعتني بهم وتراهم كما تحب......ارجوك لاتقل هذا
.....................
من الي فعل بك ذلك؟ لماذا لم تطلق عليه انت النار مسبقا
...............
ولكن وقت الحرب لا امان.
....................
نعم اتذكر قابيل وهابيل
....................
قال له" اذا انت باسط يدك لتقلني ما انا بباسط يدي لاقتلك........"
لا.....لا.. لا تتركني وحدي يا زوجي....لا لا تمت....لا تمت....استغفر الله العظيم.....انا لله وان اليه لراجعون..........لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا ولكنهم احياء عد ربهم يرزقون
اةةةةةةةةة ......تشتعل النيران بقلبي على زوجي.....لست معترضة على قضاء الله....فانا فخورة بكوني زوجة الشهيد.....طلبت منه كثيرا ان اكفل يتيم...فتركلي ثلاث ايتام!!!!......الصبر يارب.....اسئلك صبر يعقوب....فمصيبيتي كبيرة.....ومن قتله؟...لم يكن يهودي...لم يكن كافر......لم يكن اجنبي.....كان عربي مسلم.....مد له الشهيد يد العون ومده بالطعام والدواء فقتله....اي ظلم هذا؟.....لماذا يقتلونة.....لماذا يحرقون قلبي حسرة علية......اةةةةةةةة......القاتل والمقتول عربيان....القاتل والمقتول مسلمان.......القاتل والمقتول عدوهم واحد.....كيف؟...لماذا؟....الى متى؟......كيف يتهومني بالخيانة وانا زوجي شهيد استشهد بسببهم.......لماذا يتركون العدو الظاهر ويوجهون اسلحتهم تجاه زوجي.....اي دين يشرع هذا؟....اي قانون يبيح هذا؟....كان الله في عون نسائك يا فلسطين.....كان الله في عون اطفالك يا غزة.....اكاد اموت من الحسرة وانا عندي شهيد واحد....فما بالي بأم فقدت اولادها وزوجها......اةةةة...والف اةةةةة.....متى ستصحوا يا عرب من غفلتكم.....الى متى ستظلون تحاربون باسلحة فاسدة تقتل اولادكم لا اعدائكم........رحمك الله يا زوجي....لم يقتلك احتلال ولكن قتلك التفكك والحروب الاهلية.......رحمك الله يازوجي وصبرني على فراقك والحياة بدونك
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
اعتذر ان كانت ابكتكم كلمات زوجة الشهيد......لم يكن ما سبق من وحي خيالي وحسب......ولكنه تكبير لعض الكلمات التي سمعتها على لسان زوجة الرائد ياسر...الشهيد المصري....قالتها وابكتني وهي تدعو على من يتم اطفالها.....قالتها ببساطة زوجة مصرية....قالتها بلسان مسلمة مؤمنة...قالتها بقلب كسرة التشتت والتفرق العربي
يااااااااااارب وحد كلمتنا وارفع راية الحق عاليا يا ارحم الراحمين
تمت

أين أنتي يا نفسي

أين أنتي يا نفسي أين أنتي؟ أضللتِ طريقك وسط الزحام أم صمدتِ؟....أحافظتِ على القيم وحسن الشيم أم ضعفتِ؟....أين أنتي يا نفسي أين أنتي؟.... مالي أراكي مكبلة الأيدي ضعيفة الحيلة....اهو جبن منكِ أم أغلقت الطرق المستنيرة؟....هل أعجزتكِ الدوامات على إكمال المسيرة...أم أثرتي الاستجابة للدموع الغزيرة؟....أين أنتي يا نفسي أين أنتي؟....أعلن عليكِ العصيان حتى تعودي كما كنتِ فلتداوي جراح الماضي وتمتعي بالقلب الراضي.....ألم تفتقدي السلام؟....وراحة البال والاطمئنان؟ أين أنتي يا نفسي أين أنتي؟.....آلمني فراقك فهل تعودي تنجيني...مالي سواكي أريد حضنك ليأوينِ ....أين أنتي أجيبيني....كي ترتاحي وتريحيني أين أنتي يا نفسي أين أنتي

الحمدلله

الحمدلله الذي لا يحمد على مكروة سواه......احمدك ربي كثيرا واشكر فضلك.....يعتصرني الالم ويكاد يصرعني....وانا ضعيفة لا حول لي ولا قوة ....اريد ان اصرخ....ابكي...ولكن لا يجد لساني سوى الدعوات.....استشعر معيتك معي يا ارحم الراحمين ....انا تلك الفقيرة اليك وانت العزيز الغني معي....يزاد الالم....وتزداد دموعي...اريدك يا امي كي ارتمي بحضنك وابكي بلا انقطاع كي يغمرني الحنان.....ولكن اين انتي؟.....احمدك ربي لاصطفائك لي بالابتلاء....اشعر طعنات خنجر مسموم تفتك بي من كل جهة.....اريدك يا ابي كي ارمي همومي عندك دون خوف كي اجد الامان......ولكن اين انت؟.......احمد ربي لتكفيرك لذنوبي بشدة اهاتي......تحاصرني نظرات العجز والشفقة من كل من حولي.....اريد ان اركض لعشي الهادئ واحتمي به.....ولكن اين هو بجوه الدافئ المريح؟؟؟......اين...اين؟.....احمدك ربي واشكرك
.................................................................
يوم جميل حقا.....ملئ بالضحك والجمال.....ضحكت حتى دعوت ربي ان يجعله خيرا كعادة المصرين....وفجاءة دون اي مقدمات....شعرت وكان جيوش العصور الوسطى بجيادها تعلن الحرب على جسدي الضعيف .....وتتناوب قواتها الهجمات المتتالية تجاة قواتي المتقهقرة.....كان الالم هو ابسط ما اشعر به......كنت اشعر بالاعياء والتعب والارهاق والرعب والقلق و......كل المشاعر المخيفة المقبضة تسيطر علي......يزداد صراخي لشدة المي المتواصل....لم يكن جسدي فقط هو الذي يعاني بل كان عقلي وذهني مثله تماما....اين اذهب؟....من يهتم لاجلي؟.....من ارتمي بحضنه ويضمني ليهدئني ويقرأ لي القراءن؟......من سيذهب بي للمستشفى ويتابع حالتي مع الاطباء وارى القلق بعينه؟......من؟ فانا وحيدة ضعيفة لا حول لي ولا قوة.....يزداد المي وتحتبس صراخاتي وتزداد دموعي....الى ان وهنت قوتي وسيطر على جسدي الالم واغرقت الدموع وجهي......احمدك ربي واشكر فضلك......
.....................................................
ذهبت الى المستشفى مع اصدقائي وانا اصرخ من شدة الالم...ابكي...اصدم رأسي بالحائط دون جدوى.....يهرول احدهم منادي للطبيب كي يسرع لاسعافي.....رأيت في عينة خوق وقلق ابي وكأنة معي.....سمعت صوتة وهو يتمتم بالدعاء بكل صدق قائلا ياااااااااااارب وكأني اخته او ابنته لم يتركني حتى اطمئن لوجودي بأمان وهو لا ذنب له سوى صداقتي اسمع تنهيداته التي تحرق صدرة من شدة القلق والخوف.........يزداد الالم فتضمني احدهم الى حضنها وتتلو ما تحفظ من القراءن وتضمني الى صدرها بحنان بالغ لا يوصف.....رفعت عيني اليها بمنتهى الضعف لاجدها تحارب دموعها كي تهون علي وتضمني اكثر جانب قلبها فاشعر سرعة نباضتة المتلاحقة القلقة وهي تمتم بالدعاء يااااااااااااااارب.......تنهمر دموعي من شدة الالم ويزداد صراخي.....فتقرب صديقاتي فتسرع من تمسح دموعي برقة وحب وتردد الادعية وارى بعينها اللهفة.....وتجلس الاخرى بجواري وهي تمسح دموعها بهدوء لا تستطع ان تراني اتألم وهي عاجزة هكذا.....اسمع صوت احدهم تحاول ان تخفي قلقها خلف الابتسامة وهي تحاول اضحاكي وتخفيف الالم عني وتشد من اذري واذر من حولي.....تمر الساعات وانا على حالي اتوجع كلما انتهى مفعول الدواء....لم تقف الاتصالات من اصدقائي الاخرون ....ربما لم يجعل لي ربي في المستشفى لعلاج الام بدني....ولكنه بتر اي بؤرة لقلق ذهني وخوفي.......فمن اين يأتي الخوف وقد عوضني ربي بأصدقاء كهؤلاء.....عوضوني عن حضن امي....وامان ابي.......ودفئ منزلي......
.................................
اظنكم الان عرفتم معنى.......الحمدلله........الحمدلله كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك....الحمدلله ملئ السموات وملئ الارض وملئ ما بينهما...........اللهم لك الحمد حتى ترضى....ولك الحمد اذا رضيت.....ولك الحمد بعد الرضى........الحمدلله الذي وهبني ما حرم منه غيري......الحمدلله على صحبة تجتمع لوجه وتفترك على طاعته....الحمدلله.....حقا الحمدلله