ان مع العسر يسرا

جلست في مكانها المفضل بمنزلها واخدت تصفف شعرها بعد الحمام الساخن التي كانت في شدة الحاجة إليه بعد يومها الطويل الذي مرت به فقد كان يوم ملئ بالمشاعر والأحداث المتناقضة....فقد استيقظت قبل موعد استيقاظها المعتاد حاولي نصف ساعة فقد استيقظت على حلم جميل وغريب في أن واحد...فقد رأته....رأت من كان يحتل قلبها ووجدناها دون منافس وهو يمسح دموعها ويعاملها بمنتهى الرقة والحنان...رأته وهو يسمعها بل وينصت إليها في اهتمام وشغف .....رأته وهو قلق عليها حزين لأجلها يريد أن يفعل أي شئ وكل شئ ليريحها ويوقف حبات اللؤلؤة-كما وصف-من أن تضيع استيقظت وهي سعيدة بذلك الحلم الرائع ولكنها مندهشة....ما الذي أتى به هو لأحلامها....فقد كان مجرد محطة ومضت بحياتها....فهي كانت تحبه بشدة ولكن حب يتيم من طرف واحد....وتعذبت كثيرا بسبب ذلك الخنجر المسموم المغروز بقلبها .....وقررت أن تقطع تلك الصفحة نهائيا من كشكول حياتها....وبالفعل كابدت وصارعت نفسها وقلبها واستطاعت أن تنساه....فلماذا يراه عقلها الباطل ويتوجه في أحلامها بصفات النبلاء....لماذا رأته هو من يضمد جراحها ويسمعها ويمسح دموعها.......لماذا؟.....كل تلك الأسئلة كانت تدور في بالها...فزادت ضيقتها وهرولت لتتوضأ وتصلي وتدعو الله ليفك كربها وضيقتها....فلم تكن مستعدة لاحتمال سبب أخر للضيق فكما يقال ما تمر به كفيل بمضيقتها لسنوات آتية ارتدت ملابسها ونظرت في جدولها لتجده مكتظ بالمواعيد......فلم تستطع أن تمنع دموعها أكثر من ذلك....أخذت تبكي بشدة وتردد استغفرك ربي وأتوب إليك......لا اله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ....يااااااااارب....وحاولت أن تتماسك فمسحت دموعها وحملت حقبيتها وذهبت لعملها...ربما تتناسى همومها بكثرة العمل....سمعت جرس المحمول لتجده رئيسها في العمل....فانقبض قلبها للحظات فهي لم تعتاد منه على الاتصال بها إلا في حالة وجود كارثة....ردت علية وقالت: السلام عليكم قال بصوت متقطع ملئ بالحزن: وعليكم السلام...ازيك يا رؤى....أنا أسف لو كنت صحيتك فقالت وقد أحست بصدق إحساسها: لا أبدا أنا كنت لسة حنزل من البيت.....خير؟ قال: طاب كويس إني لحقتك....أنا عايزك تعتذري عن كل مواعيدي ومواعيدك النهاردة.....أنا عايزك ضروري......ومش حقبل أي اعتذار .....خلصي اللي قلت لك علية وحستناكي في الكافية اللي قدام الشركة وأغلق الخط قبل أن ترد عليه......ارتبكت بشدة....وزاد ضيقها وقلقها.....أسرعت نحو الشركة وألغت كل مواعيدها ومواعيده وأسرعت للكافية ولكنها لم تجده.....فجلست تنتظره وكاد القلق أن يفتك بها ويدمرها حتى جاء.........ولم تستطع أن تصدق عيناها
.....................................................................................
رؤى...رؤى.....سرحانة في إيه يا بنتي........وإيه اللي رجعك الشركة تاني مش كنتي واخدة أجازة؟.....إلى تلك الكلمات انتبهت رؤى لصديقتها التي كانت بجوارها.....فالتفتت إليها رؤى وقالت: معلشي مخدتش بالي يا نسمة....كنتي بتقولي حاجة؟.....فقالت نسمة: إيه دة يا بنتي دة أنتي شكلك مش هنا خالص..مالك؟........رجعتي تاني ليه؟...فتنهدت رؤى قائلة: والله ما عارفة أقولك إيه أنا مش فاهمة حاجة عشان أفهمك نسمة: طاب اهدي بس واحكيلي إيه اللي حصل؟....فقالت لها رؤى ما دار بينهم في مكالمة التليفون وصمتت وكان قد ظهر عليها الارتباك فقالت نسمة: سكتي ليه كملي؟ فأخذت تقص رؤى ما حدث جاء خالد في قمة الأناقة وكأنة عريس في ليلة عرسه.....توجه إليها بخطوات ثابتة وقال والابتسامة تعلو جبهته: السلام عليكم......آسف على التأخير......نظرت إليه رؤى وترتسم الدهشة في عينيها وقالت: وعليكم السلام......عادي و لا يهمك.........بس خير في إيه قلقتني يا دكتور طمني أرجوك....أنا خلاص أعصابي اتدمرت فقال بثقة وبرود: لالالالالالا متقلقيش خالص كله خير إن شاء الله......أولا أنا آسف على الطريقة اللي كلمتك بيها الصبح والقلق اللي سببتهولك.....بس معلشي اعذريني غصب عني....اصلي اتخانقت خناقة كبيرة أوي مع رشا وكانت حتسيب البيت......وقلت مفيش غيرك يعقلها........لم يكمل كلماته أو أكملها ولكنها لم تستمع إليه بمعنى أدق.....فبقدر ما ارتاح قلبها لاطمئنانها وان لا يوجد أي كارثة إنسانية كما صور لها عقلها ولعبت بها الظنون....على قدر ما كانت تستشيط غضبا مما سببه لها من قلق لسبب تافه لا دخل لها به...فما دخلها هي بزميلها وزوجته....زوجته هذة التي لم تراها إلا مرات معدودة.....ودار في ذهنها العديد من الأسئلة؟.....لماذا هي من لجأ لها؟.....وما الذي غير حاله هكذا معها....بعد أن صارت علاقتهما زمالة بحتة بسبب غيرة زوجته علية.....كيف تكون هي من سيعقل زوجته....وقد تكون هي السبب فيما دار بينهم لمكالمته لها أمس وطالت المكالمة لمحاولة خالد إخراجها من حالتها النفسية السيئة التي جعلتها تقدم له استقالتها من عملها....ظلت في أفكارها هكذا حتى سمعت صوته يقول: بجد أنا متشكر جدا ليكي يا رؤى وآسف على القلق تاني مرة فنظرت له وقالت: لا عادي يا دكتور بس طمني بس اتصالحتوا أذاي وإيه سر التحول الغريب دة؟ فقال: أبدا يا ستي بصراحة هددتها بالطلاق وقلت لها إني مش حقدر استحمل عصبيتها وغيرتها اكتر من كدة.......فلما عندت وخرجت من الشقة حسيت اني مخنوق قوي جدا فكلمتك وبعد ما قفلت معاكي لقيتها راجعة تاني وبتعتذر وعشان كدة أتأخرت اصلي روحت قدمت على أجازة أسبوعين....اهو نسافر نغير جو........بس يا ستي فابتسمت رؤى وقالت : الحمد لله يا دكتور.......ربنا يجعلها أجازة سعيدة فضحكت نسمة بشدة وقالت: يااااااااااااة لا حول ولا قوة إلا بالله والله عيلة مجانين والله......يتخانقوا ويتصالحوا في ثانية فنظرت رؤى لنسمة نظرة غيظ وقالت: لا والله؟.......طاب أنا ذنبي إيه؟.....يكلمني أنا لية....أنا مش ناقصة......أنا بجد مخنوقة وعلى أخري.....أنا أصلا مش طايقة نفسي ومش طايقة الشغل....يجي هو كمان يقلقني ويزود تعب أعصابي على الفاضي....ودمعت عيناها وفقد كانت تعتصر ألما.....فضمتها نسمة أي صدرها وقالت: اهدي بس يا رؤى؟......إيه بس؟.......من امتى وأنتي بتزعلي لو حد لجئلك عشان مخنوق أو تعبان......أنتي طول عمرك الصدر الحنين اللي بنرمي فيه همومنا.......فقاطعتها وقالت: تعبت......تعبت أنا بشر وعندي طاقة......أنا مين اللي يسمعني.......مين اللي يحسسني بالأمان.....ليه هو لما احتاجني نادني ومتأخرتش حتى بعد إهانته ليا وان كانت بصورة غير مباشرة لما اشتكالي من غيرة زوجته من وجودي فحياته؟.....لية مخليني استبن فحياته وسابني ملطوعة أعصابي بتتحرق وأنا مستنياة وهو بيتشيك عشان يسافر معاها ويغير جو.......مش كفاية انه دايما قدامي وبيفكرني بأخوة......أخوه الشخص الوحيد اللي حبيته وكنت ليه مجرد أخت وصديقة ويوم ما فكر يختار اختار حد غيري .......انتي مش متخيلة وجود خالد بيتعب أعصابي أذاي لأنه دايما بيفكرني بأخوة اللي لما بحاول انساة في الواقع بيجلي في الحلم......أنا عارفة إن خالد مقصدش يوجعني كدة.....بس أنا كمان مقصدتش أتضايق كدة وأخذت حقيبتها وخرجت مسرعة والدموع تملئ عينيها....ربما يكون موقف خالد ابسط من يجعلها تنهار هكذا ولكن هذة كانت القشة التي قسمت ظهر البعير....فهي الآن حطام إنسان...فقدت القدرة على فعل أي شئ.....فهي كالطائر الجريح الضال لطريقة في ليل يملئه الغيوم....اخذت تسير ولا تدري إلى أين تذهب حتى سمعت صوت الآذان....فأسرعت اتجاه المسجد وصلت وأخذت تبكي وتشكو بثها وحزنها إلى العزيز الرحيم.......حتى شعرت بأيدي حانية تمسح رأسها وتقول: استهدي بالله يا بنتي.....مالك؟.....إن مع العسر يسرا........صلي على النبي......فنظرت رؤى تجاه الصوت لتجدها امرأة في سن أمها فقالت: علية الصلاة والسلام....أنا تعبانة أوي يا أمي.......الدنيا ضاقت بيا اوووي....فابتسمت لها السيدة وقالت: وأنتي مالك بالدنيا....أنتي مش فاكرة سيد الخلق قال عنها إيه؟.....دي دنيا يعني أخر حاجة ممكن تفكري فيها وبعدين أنتي ربنا اصطفاكي بابتلاء......حتصبري وتشكري وألا حتعترضي.......فقالت: ونعم بالله........فقالت السيدة: ايوة كدة....احمدي ربنا واستعيني بيه لم تكن كلمات السيدة لها بجديدة عليها ولكنها جعلت السكينة تسكن قلبها فقد ذكرتها بالطريق التي ربما تكون سارت فيه بعقلها وليس بقلبها فلم تستشعره كما وصفته لها السيدة فجلست في المسجد وأخذت تدعي وتصلي وتناجي ربها بقلبها وروحها حتى ارتاحت وذهبت الى منزلها لتجد أختها الصغيرة تنتظرها في غرفة نومها وعندما رأتها قالت: اتأخرتي ليه يا ابلة أنا قلقت عليكي أوي....وبعدين أنتي كدة بوظتي المفاجأة اللي كنت عاملهالك....فقالت: مفاجأة إيه يا نغم.....فقالت نغم: فاكرة آبية ادهم اخو هالة صحبتي اللي حكيتلك علية......فقالت: اة......ماله؟....فقالت نغم:عملت نفسي تعبانة وخليتة يوصلني عشان يجي يشوفك عشان تبقوا انتوا الاثنين عريس وعروسة....بس يا خسارة مكنتيش موجودة.......حجيبه أذاي تاني أنا بقى؟.....فضحكت رؤى بشدة وضمتها الى حضنها...وقالت: الحمد لله فعلا إن مع العسر يسرا....ربنا يخليكي ليا يا نغمة حياتي تمت

صمت الكلماااااااااااااااات

متى تصمت الكلمات....متى يحل الصمات الموقف ويسودة؟......متى تعجز العبارات عن التعبير ويصبح الصمت هو الابلغ
حينما تسير تبحث في الوجوة عن وجه تعرفة في مكان شهد سنوات طفولتك وشبابك ولكن لا تجد
حينما ترى من تحب وهو يودعك وهو غير مهتم...وكأن الفراق هو ما كان ينتظرة ويتمناه
حينما تودع احد المقربين اليك وتراه وهو يبعد الخطوة تلو الاخرى وتريد ان تصرخ بأسمة ولكن يحتبس صوتك متمنيا الخير له
حينما تضيق بك الدنيا وتدور تبحث عن حضن يحتويك ويهون عليك فتجد الحجارة احن من قلوب من حولك
حينما يتحكم بحياتك طائش اهوج فيدمرها ويدمرك معها وهو يظن انه يحسن بك صنعا
حينما يخرجك صديق من حياته متى يشاء ويعيدك اليها عند الاحتياج ويعجزك قلبك عن رفض حبا له
حينما تختلط الدموع وتتركك حائرا أهي دموع حزن ام فرحة لم تكتمل
حينما يتطفل شخص على خصوصياتك ويجعلها مشاع لكل الناس وينتظر منك الرتحيب والتشجيع ويلومك على عكس ذلك
حينما تبحث عن مكان تحتمي به من قسوة من حولك فلا تجد غير الماضي وذكرياته سبيل
حينما تجد نفسك فجاة كالورقة في مهب الريح تحركك كيف تشاء وانت مستسلم وتتنظر.......
حينما تشتاق لسماع اي كلمة ثناء فلا تجد الا النقد الهدام
حينما تحب من لا يحبك ويحبك من لا تحبة وتجد نفسك في دائرة مغلقة من الاوهام بلا منقذ
حينما تتحول صداقتك لشخص لحب من طرف واحد ويشعل نيران الغيرة بداخلك بتعاملة مع غيرك معاملته لك ولا تستطيع تقديم اي عتاب له
حينما تهرب من دموعك بالضحكات العالية وترى الحسد في اعين من حوك لراحة بالك وسعادتك المفرطة
حينما تزداد ادلة الاتهام حولك وانت برئ بلا دليل او سند
حينما تضمد جراح من حولك ويجدوا عندك اجابات لكل الاسئلة عدا سؤال واحد "انت مين بيسمعك غير ربنا؟"
حينما تشبه حالك بالطائر الجائع الضال لطريقة في اقصى الايام برودة والامطار غزيرة حولة وهو كسير الجناح
حينما يأخذك من حولك مجرد وسيلة لتحقيق هدف وينتهي دورك بالوصول اليه وحسب
حينما ترفض العقول حولك ان تستمع الى كلماتك الخيالية بنظرهم ويغلقوا كل ابواب الامل حولك ويتهموك بالجنون
حينما توقفك ايات القران عند" كبر مقتا عند الله ان تقولوا مالاتفعلون" فتجد نفسك ليس ببعيد عن ذلك
حينما تنظر الى عصفور جائع متوكل على ربه حق التوكل فتحسدة وتتمنى ان تكون مثله
حينما تقف بين يدي الله للترجاة فتشعر ان ذنوبك تحول بينك وبينه فتحاول وتحاول ولكن دون جدوى
حينما تقرأ تلك الكلمات وتسرع لتكتب تعليق فلا تجد
هنا تصمت الكلمات ولكن الى متى؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.