قلب برئ

كانت عيناي تعرفك,قلبي يأمنك,اذني تصغيك, , اشتاق لسماع كلامك...تروي ظمأي مشااعرك الجياشة...مسلمة كل جوارحي لدقات قلبك المتلاحقة التي تنبض بأسمي كما كنت تقول دائما.... روحي تناديك,طواعية منها علي رضي مني لتقبل عليك ارتياحا لك...فقد اعطيتك الامان...وشعرت بصدقك...واكم قسوت على نفسي بشدة اذا اسائت الظن بك...رسمت كلماتك حلم جميل ملأ كياني,,, كدت اتنفسه ولكن!!...... مر الوقت محدثني,مطلعني,مخبرني بدنو اجلي,مجيء وقتي,اتيان معادي لأطعن منك…لاستيقظ من الحلم الجميل على كابوس الواقع…فقد ذبحتني بسكين بارد…لأسقط ضحية لتمثيلية اخرجتها بمهارة لا توصف وكنت انت البطل والمخرج المتحكم في كل الاحداث…واجد نفسي فريسة لشغفك بألقاء لعنة الانتقام ... صرخت مستنجدة بك لأفهم ما يحدث...والتفت لأجدك انت الطاعن....انت من خطط لينتقم...دارت الارض بي...اسودت الدنيا في نظري...لاول مرة في حياتي اتمنى ان اكون جرحته لاجد مبرر لما فعلته بي؟؟؟....فقد انتقم من من لا ذنب له...فقد عاقبني على اثم لم اقترفه بل هو من غدر عدو لي قد ظلم ظالمي...وقرر ان يثأر لكرامته...واصبح كالاسد الجريح...يداوي جرحه بانتهاش أي فريسة ... ولكن وحسرتاه على قلب جريح شفاءه جرح قلب اخر لا ناقة له ولا جمل..وكل ذنبه هو انه اعطاه الامان....فقد استوعبت الحقيقة في غير أوانها فهذه ليست بكلمات لساني ...لا فقد اصبح كل جسدي باليا, ولا استطيع حتى الكلام ... بل هي كلمات روحي المناجية لجسدي البالي المتهاوي في قبر الأسي وظلم محبوبه ونزلت كلمة النهاية لتنهي كل لحظات السعادة الكاذبة التي تذوقته....معلنة نهاية قلب برئ ليصبح مجرد صفة لا وجود لها

دموع بطعم الحياة

في تمام الساعة العاشرة صباحا رآها وهي ذاهبة الى مكانها المفضل تسير على الكوبري المقابل لمحل عمله...وكالعادة آسرته بجمالها الساحر ورقتها المتناهية...اخذ يتأملها ويحاول أن يكتشف لون عينيها من خلف النظارة الشمس التي ترتديها....كانت له لغز كبير ولكنه لغز ممتع يجذبه ....حاول العديد من المرات أن يذهب إليها ويكلمها...ولكن لم يستطع...فكان هناك شئ يشده للخلف يؤخره عنها-خوفه الذي يقوم بدور البطولة في حياته-وينتهي تعلق نظره بها في تمام الحادية عشر...حين تلملم اشيئاها وتذهب حيث لا يعرف...

ينتهي تعلق نظرة بها ولكن لا ينتهي نبض دقات قلبه المتلاحقة....ولا ينتهي انشغاله بها.....

ويتكرر هذا الموقف كل يوم ويزداد شوقه وانشغاله وتعلقه بها ولكن يزداد أيضا خوفه الذي يعيقه تجاها....وفي ذات المرات لم تأتي فتاته في الموعد المنتظر...خرج من محله لمكانها كي يتأكد أن لم تخونه عيناه وإنها بالفعل لم تأتي...ارتابه القلق عليها..لماذا لم تأتي؟....دخل محله وهو في منتهى الضيق...وقبل أن يجلس على مكتبه شعر بقبضة مخيفة وهتف صوت بداخله يؤنبه على سلبيته وان الفتاه الوحيدة التي شعر بمشاعر حقيقة تجاه ستضيع منه كما ضاعت أجمل سنوات عمره من قبل

فارتعش جسده لهذا الهاجس وقرر أن يخرج يحاول التوصل لمن هي وأين هي وماذا جرا لها؟...ذهب لمكانها المعتاد واخذ يسأل عنها بائعة الفل التي دائما تشتري منها عنقود الفل وتتوج بيه رقبتها...وحين سألها لم يجد رد يروي ظمأ قلقه عليها فكانت إجابتها إنها لا تستطيع أن تتذكر من يوصفها وان ألاف من الناس يمرون عليها يوميا...فذهب إلى بائع الكتب الذي يفرش كتبه بجانب مجلس أميرته الغائبة....ولم يختلف حاله بعد سؤاله عن حاله بعد سؤال بائعة الفل....تملكه اليأس وسار هائما على وجهه بين الطرقات تارة بسيارته وتارة على قدميه حتى أنهكه التعب و أدار سيارته للعودة إلى محله وطوال الطريق كان مشتت الذهن مشغول القلب وكاد أن يصدم احد المارين حين لمح صورتها مرسومة يحملها إحدى الأشخاص وبالطبع اخذ يانهال من حوله عليه بالسباب لفقدان تركيزه الذي كاد أن يتسبب في موت شخص برئ.... وحين أنهى حل تلك المشكلة كان الشخص حامل الصورة قد اختفى

تبدل حاله واسودت الدنيا في نظره فبعد أن أشرقت بادرة أمل ليجد أميرته حتى ضاعت وعاد إلى الصفر...لم ينام ليلتها واخذ يراجع حساباته وحاول أن يتذكر أي شئ عنها يفيده في العثور عليها ولكن دون جدوى....شعر بخيبة الأمل...وسخر من نفسه حين كان يخشى الاقتراب منها...وصرخ فجأة قائلا :لو كان الخوف رجل لقتلته.....فقد أضاع العديد من الأشياء وهو واقف مكبل الأيدي ينظر لحياته كفيلم سينما لا ناقة له فيها ولا جمل....دارت الدنيا بيه واحتل الحزن حياته وسجنت عينيه الدموع

وفي اليوم التالي خرج يبحث عنها مجددا ....وفجأة أشرقت الدنيا أمام عينه حين رآها تحجرت الكلام على شفتيه...واخذ يحسس بيديه على ملامحها ليتأكد إنها فتاته...وساد الصمت المكان حتى سمع صوت يقول: عجبتك الصورة ؟؟...ارتجف رجفة قليلة من فرحته لعثوره على طرف الخيط الموصل لأميرته المنشودة وقال: عجبتني جدا وحأشتريها بأي ثمن ولكن عايز أقابل الفنان اللي رسمها..ممكن؟..ورد الصبي قائلا: اكيد هو جوه..أتفضل ....وقال الصبي: في حد عايزك يا فنان...فقال الفنان:خليه يتفضل

دخل وهو كله أمل وشوق وقال: السلام عليكم...عايز اتكلم معاك بخصوص رسمة الفتاة الرائعة اللي برا....في الحقيقة ان بحب البنت اللي في الصورة ولم اصارحها بحبي ولكن فجأة اختفت ومعرفش هي فين....ارجوك ساعدني......فاستدار اليه الرسام وقال له بتعجب: بتحبها؟؟؟....فرد قائلا: ايوة...فقام الرسام من مكانه وتوكأ على عصاته وقال:وهل هي موجودة أصلا؟؟؟؟....كاد أن يفقد النطق حين اكتشف أن الرسام أعمى وانه لا يعرف من هي صاحبه الوجه المرسوم...تضاربت الأفكار في ذهنه وكاد أن يجن...ركب سيارته مسرعا واتجه نحو الكوبري واخذ يهتف كالمجنون: لااااااا أنا مش مجنون......انتي فين؟..تعالي....حرام عليكي...أنا مش مجنون...انتي حقيقة..انتي موجودة.....انتي فين؟...وانهار على ركبتيه واخذ يبكي ويبكي...يحاول ان ينادها فلا يجد لها اسما...يحاول ان يؤكد لنفسه وجودها فلا يجد دليل...

واشرقت شمس اليوم الجديد وهو على حاله...نادم...مضطرب..حزين...بائس...باكي العينين....شريد الذهن...حينها وجد يد تحسس على شعره بدفء وحنان قائل:مش كفاية اللي ضاع وانت خايف تقربلها....واللي ضاع وانت بتدور عليها...لو هي حقيقة يبقى متضيعش اللي جاي عشان تقدر توصلها...ولو كانت حلم متضيعش الواقع واكيد انت اتعلمت الدرس...فلم ما يقوله لشيخ الجامع الذي بمثابه والده ومسح دمعه واتجه الى محله وجلس على مكتبه وعينه عالقة بمكانها وهي مليئة بالدموع ولكن دموع بطعم الحياة

تمت

عجبا

سارت هائمة على وجهها على احد كباري القاهرة وقت الغروب...نظرت الى الشمس وهي تغرب...نظرة مودع...واخذت تقترب شيئا فشيئا من السور وفجأة تعثرت قدمها وكادت ان تسقط...فوجدت نفسها تشبث بالسور خوفا من ان تسقط...ومع بحر الدموع فؤجئت بنفسها تضحك سخرية من نفسها...كيف كانت مقدمة على الموت وهي متشبثة بالحياة؟...كيف قررت انهاء حياتها وهي لا تستطيع تركها؟...عجبا لك ايها الانسان وعلى حالك...تعلم ان حياتك ماهي الا محطة عابرة ومع ذلك تضحي بما هو باقي لأجلها
مسحت دموعها وتوجهت الى بيتها دخلت غرفتها دون ان تنطق كلمة واحدة واستعرضت شريط حياتها وانتابتها هيسترية من البكاء المتواصل ..فاستعاذت بالله من الشيطان الرجيم وهمت لتتوضأ وتصلي ركعتين توبة واستغفار وقامت للصلاة ...ارتجف جسدها مع كلمة الله اكبر...فهو لم يكن كبير في قلبها حين قررت تتخلص من حياتها في لحظة شيطان....بدأت في قرأة الفاتحة وتزلزلت عينها من الدموع حين قالت " مالك يوم الدين " تذكرت يوم الدين وتخيلت المنادي وهو ينادي بأسمها قائلا هلم الى الجبار..وركعت وطال ركوعها ودخلت امها لتحاول مصالحتها عن ظلمها لها وسؤ معاملتها السيئة لها ولطمها على وجهها امام زوجها وعائلته لاسباب تافهة ولكن الشيطان له قدرات خارقة امام النفوس الضعيفة وحين وجدتها تصلي انتظرتها حتى تنتهي ...ثم سجدت ولكن طالت سجدتها فاقتربت منها امها لتطمئن عليها ولكن !!!!!!!
لم تستوعب ( رؤى) لماذا تصرخ امها ولماذا تتألم هي هكذا مع كل صرخة..جرت نحوها تستحلفها لتصمت ولكن دون جدوى فهي لا تسمعها او تراها..سمعتها وهي تتصل بزوجها وهي تصرخ رؤى ماتت ....ماتت يا احمد...تصرخ رؤى لا يا امي انا عايشة انا اهو .....حين فقدت الامل ان تسمها امها انتظرت ليأتي احمد زوجها لعله يسمعها وحين جاء احمد فؤجت به باكي العينين ودخل مسرعا لغرفتها ورأيته متوجة لفتاة ساجدة وفؤجت انها هي الساجدة...صدمت صدمة مروعة واخذت تصرخ لتفيق من ذلك الكابوس ولكن صوت نحيب زوجها كان اقوى من صوتها هي رأته لأول مرة يصرخ ويبكي ويضم جسدها لحضنه وهو في حالة انهيار تعجبت لحاله...عاشت معه طول عمرها دون ان تستشعر منه ذلك الحب الذي تراه في عينه...رأها وهي تهان من اجله ولم يفكر ان يدافع عنها او يداوي جرحها حتى...تذكر الان انها زوجته ليضمها بين اخضانه وهي جثة لا حراك لها......وها هي امها التي مزعت كل المعاني لمعنى الامومة واذلتها وهانتها تبكي بحرقة وتصرخ تقول ابنتي....ومن هؤلاء؟....اصدقاء اجمل سنين العمر يأتون ليرونها الان!! وهي التي اعطتهم الكثير ولم تطلب منهم اي ثمن ولم تتمنى سوى ان تشعر حبهم وهم مشغلون عنها بحياتهم...تذكروها اليوم...لماذا؟..ليودعوها؟....لماذا لم تشغلهم الدنيا عنها الان..لانها اصبحت لا شئ؟..عجبا لهذة الحياة
من انتم؟...الى اين تأخدوني؟...اتركوني.....
نحن المكلفون لتوصيلك لدارك الابدي....هيا.....
لالا...انا اريد ان ابقى ..
الم يكفيكي من العمر ما وهبك الله اياه...لا داعي للجدال..هلم معنا...
الى اين سـتأخذوني؟....للجنة وهي كلها امل ام الى النار وهي متخوفة ان تنطق الاسم...
.هذا يعلمه رب العالمين...
اتركوني لأراهم وهم يودعوني...
.لم يتكلم احد من الحراس وذهبو بها الى قبرها ورأتهم وهو يلقون عليها التراب ويدعون لها بالرحمة....ارتجفت من هول مارأت...ندمت على ما بدر منها في حق الله حين حاولت الانتحار...ضحكت على حال الدنيا وكيف يغفل الناس عن قيمة من معهم ويندمون اشد الندم حين يفقدوه...وقبل ان يرحل كل الناس عن قبرها سمعت احدهم :ياريتك ترجعي كنت......ولم تسمع ما قاله ولكنها سخرت من حال الدنيا وبدأ حسابها
تمت

كلمات الامل..اين انتي؟

ابحث بين دفاتري عن ورقة تعيد لي الامل...اعتادت ان ادون ذكرياتي لتكون مؤنس لي حين لا اجد ونيس...وحين ضاقت بي الدنيا وقشرت لي عن انيابها هرولت الى دفاتري القديمة كي احتمي بها...كي اثبت لذاتي ومن حياتي انا بالادلة ان مع العسر يسرا...ولكني لا جدها..لا اجد في دفاتري اي صفحة او كلمة تبعث بي الامل..اشعر وكأن سم الهموم يجري في شرايني...اشعر باهات السنين تتجمع لتفتك بي وانا مكبلة الايدي ...ياربي لا تتركني هكذا...اريد ان اجد اي نقطة بداية
اين انتي يا اوراق الامل؟...انا متأكدة اني دونتك..يا الهي ماهذ؟!! انا ابحث عن امل واجد تلك الورقة...لماذا لا امنع نفسي عن قراءتها؟ ربما لانها ورقة غير عادية...لا استطيع ان انساها...انها يوم وفاته...بل قتله...نعم قتله بالتدريج امام عيني وانا عاجزة عن انقاذة.
لن انسى اخر لحظاته وهو يعيش سقرات الموت وانا اراها معه القنه الشهادة وهو عاجز عن النطق...وفجأة اعلنت كل الاجهزة عن رحيله...تحجرت الدموع في عيني..دخل الاطباء مسرعون نحوه... ويتشبث ابني بقدمي قائلا ببراءة: في ايه يا ماما؟ الناس دي بيغطو وش بابا ليه هو مش عارف ينام من النور؟...احتضنته بشدة وقلت: تعالى يا حبيبي نسيب بابا ينام...فرت مني دمعة وتلاشت في لحظات معدودة حينما وقعت عيني على امه وهي تسالني بقلق وانقبااض: خير يا ملك؟..الدكاترة مالهم؟..هي مش حالة يوسف مستقرة؟...جاوبيني يابنتي في ايه؟...نظرت اليها وقلت بثبات لم اذقه في حياتي مطلقا: البقاء لله يا امي ربنا تقبله منا شهيد.....صرخت امه صرخة مدوية بعد تمتها بدعاء المصيبة واخذت تبكي وتحضن اسلام ابني وفجأة فقدت الوعي..اخذت انادي في ارجاء المستشفى ليأتي احد لنا...وتم نقلها العناية المركزة في حالة خطرة...ذهبت لاختي وطلبت منها ان ترعى اسلام في منزلها لانشغالي انا بجدته لحالتها الخطرة...ثم ذهبت للمستشفى وطلبت من الاطباء ان يتركوني معها وبعد محاولات اخذت موافقتهم...جلست امامها وهي نائمة ولاول مرة منذ وفاة زوجي اعجز عن منع دموعي من الفرار من سجن عيني اخذت ابكي وابكي الى ان شعرت ببكاء احد معي ايضا لأجدها هي...اقتربت منها برفق وقلت لها: ايه يا امي؟..انتي مؤمنة وهو عاش طول عمره عظيم ونحسبه عند الله شهيد في حاجة احسن من كدة؟...وبعدين احنا ملناش غيرك بعد ربنا....وقاطعتني قائلة: اسمعيني يا ملك..انا عارفة ان خملك ثقيل اوي وفي رقبتك طفل غير اللي في بطنك وانا مش حطول بعد يوسف انا حاسة بنفسي يا بنتي...خدي بالك من اسلام وربيه على اللي عاش ومات ابوه عليه...علميه ميخفش وان الحق عمره ما حيضيع...واصبري يا بنتي
ونعمة بالله يا سارة الحمدلله على كل حاجة الله يرحمها كانت انسانة رائعة...وقالت اختي: الله يكون في عونك يا ملك حملك ثقيل بس لازم تكملي الطريق دة انتي مشوارك طويل فقلت لها متخافيش علايا وادعيلي انتي بس
يااااااة مر على تلك الصفحة من ذكرياتي اكثر من عشرون عام....حقا هناك ذكريات في حياتنا حين نعيشها نتخيل ان لا يوجد ما هو اسؤ ولكن في الحقيقة ان الحياة لا تقف عند شئ...ها هي كلمات الامل.. وجدتها...عفوا رأيتها...فانها لم تكن مفقودة ولكن انا حين تملكني الشيطان لم استطيع ان اراها فنظارة الهم المعتمة اعجزتني عن قرأتها فبرغم قساوة موت زوجي الا ان حياتي لم تقف واستطعت ان اربي ابني وجعلت منه اكثر الناس مهارة في مجالة ومجال والدة وزوجت ابنتي وهي الان تنتظر اول حفيد لي
رحمك الله يا زوجي حقا كنت نعم الزوج...لولا ماتعلمته منك في السنوات القليلة التي عشتها معك ماكنت استطعت ان اكمل طريقي فدائما كنت تقول" لا احد يستطيع ان يغير قدرة ولكن كلنا له حق اختيار كيفية التعامل معه...علمتني اختيار الطريق الاصعب لحياة اسعد...وتلك هي كلمات الامل التي تساعدني على عمل الكثير وسط دوامة هموم الحياة
تمت

كلمات ليست كالكلمات 2

الان وبعد ما مررنا من البوابة السحرية لعالم الكلمات واستنارت قلوبنا بالمعنى الحقيقي ل" يا رب "...ما اعظم تأثير تلك الكلمة على نفس من يفهمها....وها نحن الان في عالم الكلمات...ارى الاف الطرق بل الملاين...حقا لا استطيع احصائها....ربي ساعدني اي طريق اسلكة...ماهي الكلمة التالية التي ليس كأي كلمة....خطر ببالي هاجس ...وربما تكون احدى الاعالم التي تعتلي كل طريق مشيرة لمنتهاة هي التي نطقت لتريحني من تلك الحيرة....فلقد اختارت اختيار صعب...الكلمات التي تفوق مجرد كونها كلمات وتسري بعروقنا بل وتحينا ونحن لا ندري ذلك....تذكرت حديث الرسول صلى الله علية وعلى اله وصحبة وسلم وهو يقول 'لو كنت آمرًا أحدًا أن يسجد لغير الله لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، والذي نفس محمد بيده، لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها كله، حتى لو سألها نفسها وهي على قتب لم تمنعه'

نعم....انها هي ضالتي...هي الكلمة المناسبة...انه الزوج...الزوجة...الزواج...كل تلك الوجوة لعملة واحدة وهي طريقي الذي سأخدكم معي - ان سمحتم - للتجول فية واكتشاف اسراره ومعانيه واحد تلو الاخر...فهو الطريق الامثل لاختيارة بعد مقدمة بدأتها بكلمة هي سر الوجود"يارب"...نعم الزوج الذي كاد ان يأمر خير خلق الله بالسجود له بعد الله...يالهذا المعنى العظيم الاخاذ...ما السر؟...يجب ان اكتشفة وسأجد ضالتي في هذا الطريق بأذن الله

الزواج....اة من تلك الكلمة الاخدة لقلوب....ذلك الحلم الذي يحلم بي كل بالغ عاقل رشيد....يحلم به كل شاب وفتاة... متخيلين روعة ذلك اليوم المنتظر ويطلقون لخيالهم العنان لتصور كل التفاصيل من الفستان والبدلة والضيوف وبوكية الورد و....الخ العديد والعديد....تحلم بية كل عائلة يتحتوي بداخلها لقلب نابض بالشباب متصورين ليله عرسة بفارغ الصبر...

ولكن هل سر هذة الكلمة هي تلك التفاصيل وحسب....؟ لنتامل معا سويا المعنى الحرفي للكلمة الذي اذهلني حين ازيلت الغشاوة عنه واكتشفت حقيقة....زوجي...زوج...اي انه شيئين...بل نصفين...فنقل زوج من الاحذية ونعني بذلك انهم اثنان لا يمكن الاستغناء عن احداهما وكلاهما مكمل للاخر ولا قيمة له بدون مكملة هذا....اي ان كلمة زواج تعني الجمع بين نصفين...وزوجي تعني نصفي الاخر وكذلك زوجتي....يالله....ما ابدع ذلك المعني الحرفي الذي نعرفة جميعا ولم نقف امامة الوقوف الامثل وندرك خباياه

زوجي ؛ نصفي الاخر....المكمل لي...الذي تصبح قيمتي معدمة دونه....لهذا كدت ان تأمرني يا المصطفى المختار بالسجود له...فيالا عظمة مكانته...نعم فانا من دونة لا شئ لا قيمة...انه إمامي...واَماني...وملجئي وملاذي...فزوجي هي كلمة اكبر من مجرد دبلة تنتقل من اليمين للياسر لتعلن ان امتلاكة مفاتيح عالمي الخاص...انتقل الى بيته بعدما كنت في بيت والدي الرجل الوحيد الذي كنت اشعر معه بالامان ولو كان بيدي الاختيار لاختارته هو ليكون زوجي انا الاخرى......عليك يا زوجي ان تكون رجلا كأبي....اقصد ان اراك ملاذي ومأمئني كما ارى ابي

زوجتي...مولاتي....سيدتي...اميرتي ...نعمة صالحة وهبني ربي اياها لاتمم نصف ديني...من رزقه الله امرأة صالحة فقد أعانه على شطر دينه، فليتق الله في الشطر الباقي...هكذا قال خير خلق الله....صدقتي يا حبيبي يا رسول الله...اعانني الله بها فباقي ديني...ولما لا؟؟ فهي الان سيدة بيتي...اعتمد عليها في كل شئ ...اصبح كالطفل التائة دونها....ارتمي بكل احزاني في صدرها وتتقبلها بكل حب وتعينني...وهي ام اولادي...هي من ترسم معالم كينونتهم منذ اول يوم لهم في تلك الحياة....بارك الله لي فيكي يا مولاتي

الزواج هو من يجمع كلا الحلمين السابقين...نعم حلم...فليس كل الشباب يرى الزواج هكذا....فمنهم من يرونة مجرد كلمة تتيح لهم ما حرم عليهم دون وجوده....يلجئون لشتى الطرق ليخرصوا صرخات غرائزهم التي تشعل بهم نارا لا يستطيعون اخمادها فيلجئون للزواج كوسيلة رخيصة لاشباع رغابتهم...يتفنون في انواع الزواج كي يوهمون انفسهم من القاء عبئ ضمائرهم - ان وجدت -المشتعلة عن اكتافهم....ومنهم لا يشعورون بتلك النعم العظيمة بل ويتضررون ويلعنو يوم الزواج ويتقون شوقا للعزوبية...ولما لا؟؟؟ مادام هي ترى زوجها مجرد بنك ليس الا....وهو يرى زوجتة مجرد خادمة تعمل بلا اجر لخدمتة وتنظيف بيته وتربية اولادة وحسب....طبيعي ان تصل الحياة بينهم الى ذلك الطريق ااعتم المسدود....فوالله ليس ذلك هو الزواج

الصورة الجميلة التي تخيلناها جميعا وتمنينا استنشاق هوائها البديع الملئ بالاوكسجين لينظف رئتنا من العوادم وينعشها بمدى نقائة وروعته....وهل هذا حلم؟....اعني هل يصبح مجرد حلم لا يمكن تحقيقة...دعوني ازف لكم بشرى....ان ذلك ليس بحلم يصب تحقيقة ودليلي هو قول الله في كتابة الكريم" وخلقنا لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا اليها وجعلنا بينكم مودّة و رحمة "...تأملو معي المعاني وراء تلك الااية العظيمة...اولا من انفسكم....ارأيتم هذا الدليل ان الزوجان هم مكملان لبعضهم البعض فيقول ربي انفسكم اي انه جزء لا يجزء مننا...ان زوجي او زوجتي هو جزء مننا بلا ادنى شك....لتسكنو اليها...وهذا هو ثاني دليل...السكون...نعم السكون...ذلك المعني الذي نفقتده في حياتنا كثيرا فاشار زي الجلال والاكرام ليفك لنا اللغز...انه في الزواج...ففي الزواج السكون...والبعد عن كل ماهو يكدر الحياة...مودة ورحمة...يالهي...نعم هو هذا الذى حلمت به الزوجة والزوج واكداه المودة والرحمة....هذا هو دليلي ان الحلم ليس ببعيد.....مدام وعينا المعنى الحقيقي للزواج....ليتحقق الحلم يجب ان تختار الطريق الصحيح واظنكم تتفقون معي ان الطريق الصحيح هنا هو الفهم الحقيقي لمعنى الزواج

كلمات ليست كالكلمات

كلمات ليست كالكلمات...هي اكثر من مجرد حروف تجمعت وتبلورت لتكون كلمة تتشدق بها الالسنة

هناك كلمات اذا اردت الوقوف امامها ابهرتك....وان اردت قولها سكنتك....وان حاولت فهمها غمرتك....وان نسيتها نسيتك

اول تلك الكلامات....هي كلمة تنتطقها السنتنا عشرات المرات يوميا...ونمر عليها مرور الكرام......انها كلمة احاطت
اسماعنا قبل ان نولد...كلمة نرددها منذ نعومة اظافرنا حفظناها صغارا ومن المفترض ان نعمل بها كبارا.....هي.....يااااااارب

قف للحظة مع نفسك وتذوق معناها...رددها على مسامعك وانت فاتح قلبك على مصرعية لتستقبلها.......تخيل عظمتها وانت تنطقها

تلك الكلمة التي لا تفارقنا مهما اختلفت طباقاتنا....تلك الكلمة التي تنطقها وقت الضيق....حين ينقطع الامل الا من
الله.....حين تدور تبحث عن اذن تسمعك فلا تجد الا الله.....حين تسير تحبث حولك عن حضن ليأويك فلا تجد الا
الله....حين يأتي مفرق الجامعات ويخطف منك من هم الاقرب وتقف عاجزا فلا تجد الا الله...حين ينكسر قلبك بطعنة
غدر وتنذف دمائك فلا تجد دواء الا الله....حين تقشر الدنيا عن انيابها وتهاجم حياتك كالوحش المفترس فلا تقول الا
يااااااااااااارب

تلك الكلمة التي نقولها وقت الندم......حين يأتي لك الماضي متجسدا يطاردك فلا تجد منه مهرب الا الله.....حين
تبارزك التجارب الفاشلة في معركة الحياة وتصبح انت المنهزم الوحيد فلا تجد الا الله..........حين تسلسلك ذنوبك
وتحصرك في دائرة مفرغة من العجز والندم فتصرخ قائلا يااااارب

تلك الكلمة التي تتنفس بها وقت الا بتلاء.....حين تبتلى بمرض اعز الناس اليك وتراهم يصارعون الامهم ويقتلك العجز
فلا تجد الا الله....حين ينطفئ نور حياتك للابد لفقدان احد النعم المهداة اليك فيرتجف قلبك بمعية الله....حين تكثر النعم
وتأخذك بحور الدنيا وتوشك على الغرق قلا ينقذك سوى الله....حين يعظم الابتلاء وتشتد المعاناة فتجد قلبك يأخد لسانك
صارخا يااااااااااااااااارب

تلك الكلمة التي تقولها وقت الفرح.......حين تفتح لك الحياة ابواب كنوزها وتخطف من كل كنز ما تستطيع وتخشى
ضياعهم فلا يساعدك الا اغنى الاغنياء وهو الله....حين تتم مهمتك في الحياة فتكلل نجاحك بقولك ياااااااااااااارب

تلك الكلمة التي تتمناها وقت الخشية....حين يأتي رمضان وتطمع في كرم المنان وتجد من يستجيب وهو الله......حين
تكثر ذنوبك وتغرقك في دوامة الحياة ويرفضك الجميع الا الله حين تقف بين يدية تصلي وتشعر بمعية الملك واحساسك به
تنادي متلهفا يااااااااااارب

واغرب الاشياء حين تشعر بالملل تجد لسانك لا اراديا يقولها وكأنة يثبتلك ان لا مؤنس الا هو.....هو الله

تأملت معي حياتك اي المواقف لا تجد بها الله؟....اي موقف لا تنادي قائلا يارب؟.....هل تدبرت
وتذكرت؟....حسنا....جاوب صراحة متى لم تجدة خير معاونا؟........متى وجدتة مشغولا عنك؟.......متى لم تجدة
حضن يأويك ويحميك؟.....لم يحدث قط اليس كذلك؟....الى الان نحن متفقين...هناك سؤال يفرض نفسة للنقاش.....ماذا
تعني يا رب....انها جزئين.....يا ثم رب....وهذا يعني انك تنادي ..ف يا حرف نداء....فانت فكل المواقف تنادي ربك
قائلا يارب......تنادية في اغلب الاوقات سائلا فتجدة ملبي......اي جرأة كجرأة ابن ادم وهو ينادي الملك وهو
عاصية.....وهو ينادي الحق وهو على الباطل....وهو يسأل العاطي وهو باخل بمجهودة له......اي وقاحة هذة مننا واي
كرم هذا منه عز وجل.....لا اقارن ابدا بين اله وانسان ولكني اتسأل كيف ننادية ليأتي الينا ليرانا ونحن
نعصية؟؟؟؟؟؟؟......حقا انه اقرب الينا من حبل الوريد ولا يحتاج لسؤال ليلبي وهذا يجعلني ازداد تعجب فكيف ننسى
معيتة سبحانة وتعالى معانا طول الوقت ونعصية ويرانا ونعلم انه يرانا وننادية فيلبينا ونحن عصااااة

هو الكريم الذ ليس كمثله شئ....حاول ان تقف قبل ان تنطق يا رب وتسأل هل حين يأتي الي الملك ليلبي هل سيرضية حالي ام لا؟....ربما ان استطعنا ان نقف عند تلك الكلمة لأستطاعت فلوبنا استحضار ذلك المعنى فتهتدي بنور الهادي الذي ينير حياتنا بلا اي مقابل

واخيرا

كن لله كما يريد......يكن لك فوق ما تريد

الكل يريدك لنفسه الا الله.......يريدك لنفسك

تمت ونلتقي مع الكلمة القادمة

عن شبابة فيما ابلاه

في يوم من الايام....صحيت من الاحلام.....بصيت لحظة فمرايتي.....وظهرت ليا حقيقتي.....لقيت وش عجوز....صرخت وقلت كابوس.......دة يوم مفيهوش هروب على الجبين مكتوب......الشباب مهما طال....مسيرة يوم ينقضي.....العجز في الانتظار......والحكاية بتبتدي

عملت ايه يا ترى.......ضاع شبابك في ايه؟......حتقول فات ومضى والا حتفرح بيه.......اسمعلك كلمتين....يمكن ينفعوك.....شبابك مش هزار دة امل امك وابوك........قالوا فيك نشوف فرح معيشنهوش.....تنجح ونجاحك يغطي الشمس وقت الكسوف

شبابك مسئولية......حتعمل قيها ايه؟...حتقضيها نوم والا حتفرح بية؟.....دة انت فيوم القيامة حتتحاسب علية

اين ذهب رمز السلام؟

فرشت رمل البحر ونامت واتغطت بالشمس....كانت تستمع لتلك الاغنية وكانت كعادتها تسرح مع كلمات الاغنية وتتوج نفسها البطلة التي يتفنن حبيبها في مغزالتها.....وكانت في تلك اللحظات في عروس البحر الابيض واحب المدن الي قلبها " الاسكندرية "...ذلك المكان التي تعشقة وتستمع به فكل الاوقات...وخاصة في الشتاء...فهناك كانت تقضي الاجازة مع عائلتها...وتمرح مع اخوتها...وتبنى قصور الرمال متوجة نفسها ملكة عليهم جميعا.....ويأتي اخوها ليداعبها ويقول لها ومن سيكون الملك يا مولاتي....فتضحك وتقول:"اكيد مش انت ايها العبد الاسود"....ويضحكا...وتعلى ضحكتهم...وهناك ايضا كانت تسافر مع زملائها في رحلات الجامعة...وتلتقط لهم كاميرا الحياة صور الشقاوة والفرحة ويشهد كوبري استانلي لحظات جنانهم سويا ومداعبتهم بعضهم لبعض...وانتظارهم لفارس الاحلام بحصانة الابيض- لا بالمايو كما كانت احدهن دائما تقول- بل وسرد حكايتهن ومشاكلهن العاطفية...وكانت دائما تعد خبرة ومصدر عاطفى لاخلاف عليه...فكانت محل ثقة بين كل اصدقائها وكان الكل ينتظر من سيكون الملك في مملكة تلك الفتاة الغير عادية....وهنا نظرت الى دبلة زوجها وتلألأت بعينيها دمعة...نزلت على وجنتيها ببطئ.......فهناك ايضا كان "شهر العسل" مع زوجها وحبيبها وامامها وملك مملكتها.....هناك عاشت اجمل ايام حياتها مع من اختارة قلبها واوجهت معه العديد من المشاكل هنا تعهدا ان يكونا زوجين بل وحبيبين الى الابد...ولن يسمحا لاحد ان يعكر صفو حياتهم....ولكوبري ستانلي ايضا اجمل الذكريات لهم فعليه جريا سويا تحت المطر تتشبث ايدهما ببعض ضاحكان من نظرات الناس المتهمة لهم بالجنون وهم غير كارثين بذلك...فيكفيهم يقين كلاهما بالاخر والشعور بالامان في ذلك الجو الصعب لكل من حولهم عدا هم...فالجميع يعاني من برودة الجو الا هما...فشمس الحب كفيلة بدفئهم مئات الليالي اللمطرة كان مريم وخالد زوجان وحبيبان بمعنى الكلمة....تعهدا على الحب في الله...كان لهما حلم مشترك ومهمة واحدة في الحياة" ان يكونوا اب وام لجيل هدفة عزة الاسلام ونصر المسلمين"....تعلما الكثير لاجل ذلك...كان يومهم العادي ليس العادي للعديد من الناس...كان القراءن شريكهم الثالث فكل اوقات اليوم تقريبا...كان من يؤنسهم ويحكم بينهم هي احاديث الرسول صلى الله علية وسلم...كانت الامور المالية هي اخر ما يفكرا فيه...فشعارهم لا ينقص مال من صدقة...كانت حياتهم موضع خلاف لكل من حولهم...هناك من يراها حياة معقدة ( وانهم مزودنها)....وهناك الكثير من حاولوا ان يدمروا حياتهم بالمفاهيم المغلطة الحديثة ولكنهم كانوا دائما متشبثين بكلام الله ورسوله الا ان حدث ملا يحمد عقبااااااااه...... كانت حمامة السلام لا تفرق عشهم الهادئ الى ان حدث مالم يخطر على بال احد....في صباح احد الايام شعرت مريم ببعض التعب فطلبت من خالد ان يوصلها لامها كي تزورها وترتاح عندها قليلا...وافق خالد على مضض هو خائف على مريم تبدو مرهقة كما ان والدتها............. ذهبت مريم لوالدتها وذهب خالد الى عمله...ولكن ما ان رأت مريم امها حتى فقدت الوعي...صرخت الام واسرعت باحضار الطبيب...وقال الطبيب انها ضعيفة جدا وتحتاج الى عناية خاصة لانها تتناول ادوية كثيرة لتسرع بالانجاب تحتاج الى الغذاء الجيد...وما ان سمعت والدة مريم هذا الكلام حتى اخذت في السب واللعن في خالد طلبته للحضور فورا....وعندما وقعت عينيها علية اخذت تنهشة باكلمات المجرحة لكرامته متهمة له بسؤ الحفاظ على ابنتها تلك الوردة التي ذبلت بسببه وبسبب تبذير امواله وعدم الاعتناء بزوجتة ومراعتها واخدت تردد المثل الدارج" اللي يحتاجة البيت يحرم على الجامع" وقف خالد صامتا حزينا فقد كسر شئ بداخلة....نظر الى مريم نظرة مليئة بامشاعر القلق والحب والعتاب....اعتذر خالد لحماته وطلب منها اصتحاب زوجتة ووعدها بحسن رعايتها....كانت مريم تشعر جيدا بما يعانية خالد من احساس العجز والالم وجرح كرامته...هي لم تقصد ابدا احساسة بذلك...هي طلبت زيارة والدتها لانها كانت حقا مرهقة وتريد ان ترتمي في احضانها ولم تتوقع كل ذلك....ظل الصمت شريكهم الى وصلوا الى منزلها ...حاولت مريم ان تصلح ما افسدته امها...ولكن فؤجئت برد فعله نظر اليها ولمس على شعرها بحب واكد لها انه لم يغضب من كلمات امها وانه سيبذل قصارى جهدة ليحافظ على هدية ربنا له بوجودها فحياته...لم ترتاح مريم لتلك الكلمات وشعرت بانقباض قلبها وذهبت الى غرفتها واخذت تبكي وكانت شكوك مريم في محلها فقد هجرت حمامة السلام عشهم ودخلت العديد من المصطلحات خريطة حياتهم....انشغل خالد بعمله كثيرا واصبح يعمل صباحا ومسائا كي يزود من دخله......كثرت علاقاته وانشغل عنها...شعرت مريم ان حلمها يضيع امامها وهي مكبلة فقد حاولت العديد من المرات ان تلمح لها ضيقها ورغبتها فعودتهم كما كانوا ولكنه يضحك ساخرا منها قائلا: "لازم احافظ على الوردة ومتدبلش مني يا مريم" فتقع كلماته كالسكين بقلبها وتتذكر مافعلته به امها...اخذت مريم تصلي وتدعي ربها بان يفك كربها وتعود حمامة السلام لعشها ...مرت الايام واكتشفت مريم انها حامل...اخدت تحمد ربنا كثيرا وتشكرة على تلك النعمة التي طالما انتظرتها كثيرا وفكرت كيف ستقول تلك البشرى الى خالد ...جاء خالد فموعدة ودخل الشقة ليجدها كلها مظلمة...اخد ينادي على مريم ولكن دون جدوى وفجأة سمع صوت بكاء طفل رضيع يأتي من اتجاة غرفة الاطفال بمنزلهم...ذهب الى الغرفى على اثار ضوء الشموع الخافت ...دخل الغرفة ليجدها مزينة على اجود شكل ممكن ووجد مريم جالسة في زي ملائكي ومعها باقة ورود فنظر اليها متعجبا وقبل ان يقول شئ اقتربت منه ووضعت يدها على فمة قائلة: خد بوكية الورد دة واقرا الكارت...دي اوامر عليا لازم ننفذها احنا الاتنين...اذداد تعجب خالد وفتح الكارت ليجدة مكتوب فية من فضلك انتظرني على بعد سبعة اشهر....يا بابا...صحيح انت حتسميني ايه؟؟؟.....نظر خالد الى الكارت وقراءه امثر من مرة ليستوعب ما فيه ولما يتمالك نفسه من الفرحة واخذ يقبل الكارت كثيرا وكثيرا نظر الى مريم نظرة مليئة بالحب....وقال لها: يااااااااااااااااة اخيرا يا مريم...انا مش مصدق مبروك مبروك يا ام...... هو احنا حنسمية ايه؟....ابتسمت مريم وقالت :مش حتفرق معايا اسمه مدام حتة منك يا خالد لو اعرف ان الحمل حيخليني اشوف الحب دة كله فعينك كنت طلبته من ربنا من قبل حتى ماشوفك...نظر لها خالد وسكت وفجأة حملها على ذراعية ودخل بها غرفتهم قائلا: بحبك مرت الايام وبالفعل قلت الفجوة التي تسببت فيها امها واخد كلاهما ينتظر ذلك المولود...وفي يوم شعرت مريم باعراض البرد فاتصلت بخالد وذهبوا للطبيب وهنا كانت المفجأة قال لهم الطبيب ان مريم قد اصيبت بفيروس قوي ادئ الي تشوة الجنين وربما وفاته....فيجب سرعة التخلص منه الا وتكون هي نفسها في خطر............نزل كلام الطبيب عليهم كالصاعقة....بكت مريم ولاول مرة ترى الدموع فعيون خالد وفؤجئت به يصرخ معترضا على قضاء الله وفجأة خرج وتركها...حاولت مريم النهوض لتلحق به ولكنها فقدت الوعي.... حجزت مريم في المستشفى عدة ايام بعد عمليه الاجهاض التي اجريت لها ...كانت والدتها ووالدة خالد لا يفراقها فقد كانت حالتها خطيرة....كانت مريم دائمة السؤال عن خالد ولكن دون جدوى....فلا احد يعلم اين ذهب بعد ذلك الخبر المشئوم.....كان القلق والشوق والضيق يتبدلان الادوار على مسرح قلبها...كانت كلمات امها الجارحة فحق خالد تقتلها وتزود جرحها وعذابها منه ولاجله...خرجت مريم من المستشفى واخدتها امها عندها...وكالعادة كل يوم تسئلها عن خالد وتقول نفس الكلام السام الذي يسمم بدنها كما سمم حياتها وفي يوم لم تستحمل مريم اكثر من ذلك فصرخت في امها قائلة: كفاية بقى كفاية بقى يا امي حرام عليكي....بجد حرام..انتي عايزة مني ايه؟...مش كفاية اللي انا فيه...فجاة فقدت ابني وجوزي ضاع مني ومش لاقياه....مش كفاية ان انتي السبب بكلامك ليه اللي غير حياتنا وبعدنا عن بعض وعن رسالتنا الي حلمنا نحققها سوى...من ساعة ماهزقتيه هنا هو اتغير وبعدنا اوي عن بعض...بعدنا عن ربنا...انشغل بالشغل عن ابسط القواعد اللي اتفقنا وعاهدنا ربنا اننا منسيبهاش....بعد يا امي عن ربنا فمرضيش بقضائة....بس مش انتي بس السبب...انا كمان...ايوة انا كمان غلطانه لما كنت بسمعلك وبسكت ومبدافعش عن جوزي وعن حلمي وحلمه..احنا كنا عايشين ومبسوطين...وراضين...الله يسامحك يا امي الله يسامحك ويسامحني ويسامحة ويرجعه" لم تستطيع ان تقول والدتها شئ واكتفت بالصمت واخدت تحاول تهدئتها وهي تلملم متعلقتها لتعود الي بيت زوجها وحاولت منعها...ولكن مريم اصرت تنتظرة فمنزلهم...وهي واثقة انه سيعود لابد من العودة تمر الايام والاسابيع دون جدوى او سماع اي خبر عن خالد...بحثت عنه في كل مكان ولا احد يعرف له طريق...تدمرت اعصابها الى ان جاء اخوها من السفر وسمع من امه ماتعانية اختة فذهب اليها واخذ يداعبها وطلب منها السفر معه الى عشقهم الاول الاسكندرية لتريح اعصابها هناك بعض الايام...ولكنها لم توافق الا بعد ان وعدها ان يجد خالد ويقنعه بالعودة لها ولبيته مرة اخرى فهو كان صديقة ولابد انه سيسطتيع مساعدتها...وافق احمد"اخوها" وسافرت معه فعلا....وكانت كل يوم تذهب الى البحر وتجلس طوال ايوم هناك صامته...حتى سمعت كلمات كاظم السهر وسرحت معها وفاقت على صوت اخيها وهو يداعبها بملكة الملوك...وحين رأى الدموع بعينيها....قال لها: انتي بتحبية اوي كدة يا مريم...فقالت: طبعا بحبة...يااااااااة ياحمد نفسي اوي اشوفه اطمن علية..مش حعاتبه لان مش هو بس اللي غلط...انا كمان سلبيتي دمرتة ودمرتني وبعدتنا احنا الاتنين عن طريقنا وحلمنا....تفتكر حيرجع يا احمد...؟ضمها احمد الى صدرة وهو يمسح دموعها وقال ان انشاء الله يا مريم خلي املك فربنا كبير...على فكرة احنا حنرجع بكرة جهزي نفسك. عادو الى القاهرة واصرت مريم ان تعود الى منزلها...دخلت المنزل وشعرت بحركة بداخله..امتلاءت بالرعب...ذهبت الى المطبخ لتحضر السكين واتبعت مصدر الصوت لتجدة من داخل غرفة الطفل المرتقب فوجدت خالد واقف يصلي وهو تملئة الدموع...امتلكت مريم اعصابها على مضض حتى ينتهي ...وما ان انتهى حتى ارتمت علية قائلة:يااااااة حمدالله على السلامة يا خالد...وحشتني اوي...كنت فين؟..ضمها خالد بشدة الى صدرة وقال: انا اسف يا مريم...انا ظلمتك...بس اعذريني غصب عني....وضعت مريم يدها على فمه وقالت: بلاش عتاب يا خالد...خلاص انا مش عايزة اسمع حاجة....الحمدلله انك رجعتلي بالسلامة يا حبيبي في الله....نظر لها خالد نظرة حب وقال: ياااااااة يا مريم...لسة بتحبيني وفي الله كمان؟...عارفة...انا لما سمعت كلام الدكتور الدنيا اسودت فوشي والشيطان قدر يلعب بعقلي وحسسني اني خسرت كل حاجة...انا كنت بعيد اوي عن ربنا...انا غلطت فحقك وحق نفسي وقبل دة كله حق ربنا...يااااااارب سامحني يااااارب...دمعت عين مريم وقالت اهدى يا خالد...ربنا كريم اوي ويمكن ابتلانا البلاء دة عشان يسمعك دلوقتي وانت بتنادية كدة حب واحتياج وشوق ليه كدة...خلاص يا خالد...اللي فات مات...خلينا في اللي جاي....نرجع تاني لسكتنا للي اتعاهدنا عليها قبل كدة...توعدني بكدة يا خالد...ابتسم خالد وكان قد ارتاح لكلامتها وقال اوعدك يا حبيبتي في الله..قومي نصلي سوا يمكن ربنا يقبلنا تاني ليه...وادعيلي يا مريم ادعيلي مرت السنين ووهبهم ربنا بنت وولد وعاشوا سعادة فقرب من ربنا...ربما لم يكون المال هو شريكهم ولكن قربهم من ربهم وقناعتهم بفضلة جعل حمامة السلام فرد لى ولن يختفتي من منزلهم ابدااا
تمت