
قلب برئ

دموع بطعم الحياة

في تمام الساعة العاشرة صباحا رآها وهي ذاهبة الى مكانها المفضل تسير على الكوبري المقابل لمحل عمله...وكالعادة آسرته بجمالها الساحر ورقتها المتناهية...اخذ يتأملها ويحاول أن يكتشف لون عينيها من خلف النظارة الشمس التي ترتديها....كانت له لغز كبير ولكنه لغز ممتع يجذبه ....حاول العديد من المرات أن يذهب إليها ويكلمها...ولكن لم يستطع...فكان هناك شئ يشده للخلف يؤخره عنها-خوفه الذي يقوم بدور البطولة في حياته-وينتهي تعلق نظره بها في تمام الحادية عشر...حين تلملم اشيئاها وتذهب حيث لا يعرف...
ينتهي تعلق نظرة بها ولكن لا ينتهي نبض دقات قلبه المتلاحقة....ولا ينتهي انشغاله بها.....
ويتكرر هذا الموقف كل يوم ويزداد شوقه وانشغاله وتعلقه بها ولكن يزداد أيضا خوفه الذي يعيقه تجاها....وفي ذات المرات لم تأتي فتاته في الموعد المنتظر...خرج من محله لمكانها كي يتأكد أن لم تخونه عيناه وإنها بالفعل لم تأتي...ارتابه القلق عليها..لماذا لم تأتي؟....دخل محله وهو في منتهى الضيق...وقبل أن يجلس على مكتبه شعر بقبضة مخيفة وهتف صوت بداخله يؤنبه على سلبيته وان الفتاه الوحيدة التي شعر بمشاعر حقيقة تجاه ستضيع منه كما ضاعت أجمل سنوات عمره من قبل
فارتعش جسده لهذا الهاجس وقرر أن يخرج يحاول التوصل لمن هي وأين هي وماذا جرا لها؟...ذهب لمكانها المعتاد واخذ يسأل عنها بائعة الفل التي دائما تشتري منها عنقود الفل وتتوج بيه رقبتها...وحين سألها لم يجد رد يروي ظمأ قلقه عليها فكانت إجابتها إنها لا تستطيع أن تتذكر من يوصفها وان ألاف من الناس يمرون عليها يوميا...فذهب إلى بائع الكتب الذي يفرش كتبه بجانب مجلس أميرته الغائبة....ولم يختلف حاله بعد سؤاله عن حاله بعد سؤال بائعة الفل....تملكه اليأس وسار هائما على وجهه بين الطرقات تارة بسيارته وتارة على قدميه حتى أنهكه التعب و أدار سيارته للعودة إلى محله وطوال الطريق كان مشتت الذهن مشغول القلب وكاد أن يصدم احد المارين حين لمح صورتها مرسومة يحملها إحدى الأشخاص وبالطبع اخذ يانهال من حوله عليه بالسباب لفقدان تركيزه الذي كاد أن يتسبب في موت شخص برئ.... وحين أنهى حل تلك المشكلة كان الشخص حامل الصورة قد اختفى
تبدل حاله واسودت الدنيا في نظره فبعد أن أشرقت بادرة أمل ليجد أميرته حتى ضاعت وعاد إلى الصفر...لم ينام ليلتها واخذ يراجع حساباته وحاول أن يتذكر أي شئ عنها يفيده في العثور عليها ولكن دون جدوى....شعر بخيبة الأمل...وسخر من نفسه حين كان يخشى الاقتراب منها...وصرخ فجأة قائلا :لو كان الخوف رجل لقتلته.....فقد أضاع العديد من الأشياء وهو واقف مكبل الأيدي ينظر لحياته كفيلم سينما لا ناقة له فيها ولا جمل....دارت الدنيا بيه واحتل الحزن حياته وسجنت عينيه الدموع
وفي اليوم التالي خرج يبحث عنها مجددا ....وفجأة أشرقت الدنيا أمام عينه حين رآها تحجرت الكلام على شفتيه...واخذ يحسس بيديه على ملامحها ليتأكد إنها فتاته...وساد الصمت المكان حتى سمع صوت يقول: عجبتك الصورة ؟؟...ارتجف رجفة قليلة من فرحته لعثوره على طرف الخيط الموصل لأميرته المنشودة وقال: عجبتني جدا وحأشتريها بأي ثمن ولكن عايز أقابل الفنان اللي رسمها..ممكن؟..ورد الصبي قائلا: اكيد هو جوه..أتفضل ....وقال الصبي: في حد عايزك يا فنان...فقال الفنان:خليه يتفضل
دخل وهو كله أمل وشوق وقال: السلام عليكم...عايز اتكلم معاك بخصوص رسمة الفتاة الرائعة اللي برا....في الحقيقة ان بحب البنت اللي في الصورة ولم اصارحها بحبي ولكن فجأة اختفت ومعرفش هي فين....ارجوك ساعدني......فاستدار اليه الرسام وقال له بتعجب: بتحبها؟؟؟....فرد قائلا: ايوة...فقام الرسام من مكانه وتوكأ على عصاته وقال:وهل هي موجودة أصلا؟؟؟؟....كاد أن يفقد النطق حين اكتشف أن الرسام أعمى وانه لا يعرف من هي صاحبه الوجه المرسوم...تضاربت الأفكار في ذهنه وكاد أن يجن...ركب سيارته مسرعا واتجه نحو الكوبري واخذ يهتف كالمجنون: لااااااا أنا مش مجنون......انتي فين؟..تعالي....حرام عليكي...أنا مش مجنون...انتي حقيقة..انتي موجودة.....انتي فين؟...وانهار على ركبتيه واخذ يبكي ويبكي...يحاول ان ينادها فلا يجد لها اسما...يحاول ان يؤكد لنفسه وجودها فلا يجد دليل...
واشرقت شمس اليوم الجديد وهو على حاله...نادم...مضطرب..حزين...بائس...باكي العينين....شريد الذهن...حينها وجد يد تحسس على شعره بدفء وحنان قائل:مش كفاية اللي ضاع وانت خايف تقربلها....واللي ضاع وانت بتدور عليها...لو هي حقيقة يبقى متضيعش اللي جاي عشان تقدر توصلها...ولو كانت حلم متضيعش الواقع واكيد انت اتعلمت الدرس...فلم ما يقوله لشيخ الجامع الذي بمثابه والده ومسح دمعه واتجه الى محله وجلس على مكتبه وعينه عالقة بمكانها وهي مليئة بالدموع ولكن دموع بطعم الحياة
تمت
عجبا
كلمات الامل..اين انتي؟
كلمات ليست كالكلمات 2
نعم....انها هي ضالتي...هي الكلمة المناسبة...انه الزوج...الزوجة...الزواج...كل تلك الوجوة لعملة واحدة وهي طريقي الذي سأخدكم معي - ان سمحتم - للتجول فية واكتشاف اسراره ومعانيه واحد تلو الاخر...فهو الطريق الامثل لاختيارة بعد مقدمة بدأتها بكلمة هي سر الوجود"يارب"...نعم الزوج الذي كاد ان يأمر خير خلق الله بالسجود له بعد الله...يالهذا المعنى العظيم الاخاذ...ما السر؟...يجب ان اكتشفة وسأجد ضالتي في هذا الطريق بأذن الله
الزواج....اة من تلك الكلمة الاخدة لقلوب....ذلك الحلم الذي يحلم بي كل بالغ عاقل رشيد....يحلم به كل شاب وفتاة... متخيلين روعة ذلك اليوم المنتظر ويطلقون لخيالهم العنان لتصور كل التفاصيل من الفستان والبدلة والضيوف وبوكية الورد و....الخ العديد والعديد....تحلم بية كل عائلة يتحتوي بداخلها لقلب نابض بالشباب متصورين ليله عرسة بفارغ الصبر...
ولكن هل سر هذة الكلمة هي تلك التفاصيل وحسب....؟ لنتامل معا سويا المعنى الحرفي للكلمة الذي اذهلني حين ازيلت الغشاوة عنه واكتشفت حقيقة....زوجي...زوج...اي انه شيئين...بل نصفين...فنقل زوج من الاحذية ونعني بذلك انهم اثنان لا يمكن الاستغناء عن احداهما وكلاهما مكمل للاخر ولا قيمة له بدون مكملة هذا....اي ان كلمة زواج تعني الجمع بين نصفين...وزوجي تعني نصفي الاخر وكذلك زوجتي....يالله....ما ابدع ذلك المعني الحرفي الذي نعرفة جميعا ولم نقف امامة الوقوف الامثل وندرك خباياه
زوجي ؛ نصفي الاخر....المكمل لي...الذي تصبح قيمتي معدمة دونه....لهذا كدت ان تأمرني يا المصطفى المختار بالسجود له...فيالا عظمة مكانته...نعم فانا من دونة لا شئ لا قيمة...انه إمامي...واَماني...وملجئي وملاذي...فزوجي هي كلمة اكبر من مجرد دبلة تنتقل من اليمين للياسر لتعلن ان امتلاكة مفاتيح عالمي الخاص...انتقل الى بيته بعدما كنت في بيت والدي الرجل الوحيد الذي كنت اشعر معه بالامان ولو كان بيدي الاختيار لاختارته هو ليكون زوجي انا الاخرى......عليك يا زوجي ان تكون رجلا كأبي....اقصد ان اراك ملاذي ومأمئني كما ارى ابي
زوجتي...مولاتي....سيدتي...اميرتي ...نعمة صالحة وهبني ربي اياها لاتمم نصف ديني...من رزقه الله امرأة صالحة فقد أعانه على شطر دينه، فليتق الله في الشطر الباقي...هكذا قال خير خلق الله....صدقتي يا حبيبي يا رسول الله...اعانني الله بها فباقي ديني...ولما لا؟؟ فهي الان سيدة بيتي...اعتمد عليها في كل شئ ...اصبح كالطفل التائة دونها....ارتمي بكل احزاني في صدرها وتتقبلها بكل حب وتعينني...وهي ام اولادي...هي من ترسم معالم كينونتهم منذ اول يوم لهم في تلك الحياة....بارك الله لي فيكي يا مولاتي
الزواج هو من يجمع كلا الحلمين السابقين...نعم حلم...فليس كل الشباب يرى الزواج هكذا....فمنهم من يرونة مجرد كلمة تتيح لهم ما حرم عليهم دون وجوده....يلجئون لشتى الطرق ليخرصوا صرخات غرائزهم التي تشعل بهم نارا لا يستطيعون اخمادها فيلجئون للزواج كوسيلة رخيصة لاشباع رغابتهم...يتفنون في انواع الزواج كي يوهمون انفسهم من القاء عبئ ضمائرهم - ان وجدت -المشتعلة عن اكتافهم....ومنهم لا يشعورون بتلك النعم العظيمة بل ويتضررون ويلعنو يوم الزواج ويتقون شوقا للعزوبية...ولما لا؟؟؟ مادام هي ترى زوجها مجرد بنك ليس الا....وهو يرى زوجتة مجرد خادمة تعمل بلا اجر لخدمتة وتنظيف بيته وتربية اولادة وحسب....طبيعي ان تصل الحياة بينهم الى ذلك الطريق ااعتم المسدود....فوالله ليس ذلك هو الزواج
الصورة الجميلة التي تخيلناها جميعا وتمنينا استنشاق هوائها البديع الملئ بالاوكسجين لينظف رئتنا من العوادم وينعشها بمدى نقائة وروعته....وهل هذا حلم؟....اعني هل يصبح مجرد حلم لا يمكن تحقيقة...دعوني ازف لكم بشرى....ان ذلك ليس بحلم يصب تحقيقة ودليلي هو قول الله في كتابة الكريم" وخلقنا لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا اليها وجعلنا بينكم مودّة و رحمة "...تأملو معي المعاني وراء تلك الااية العظيمة...اولا من انفسكم....ارأيتم هذا الدليل ان الزوجان هم مكملان لبعضهم البعض فيقول ربي انفسكم اي انه جزء لا يجزء مننا...ان زوجي او زوجتي هو جزء مننا بلا ادنى شك....لتسكنو اليها...وهذا هو ثاني دليل...السكون...نعم السكون...ذلك المعني الذي نفقتده في حياتنا كثيرا فاشار زي الجلال والاكرام ليفك لنا اللغز...انه في الزواج...ففي الزواج السكون...والبعد عن كل ماهو يكدر الحياة...مودة ورحمة...يالهي...نعم هو هذا الذى حلمت به الزوجة والزوج واكداه المودة والرحمة....هذا هو دليلي ان الحلم ليس ببعيد.....مدام وعينا المعنى الحقيقي للزواج....ليتحقق الحلم يجب ان تختار الطريق الصحيح واظنكم تتفقون معي ان الطريق الصحيح هنا هو الفهم الحقيقي لمعنى الزواج
كلمات ليست كالكلمات

هو الكريم الذ ليس كمثله شئ....حاول ان تقف قبل ان تنطق يا رب وتسأل هل حين يأتي الي الملك ليلبي هل سيرضية حالي ام لا؟....ربما ان استطعنا ان نقف عند تلك الكلمة لأستطاعت فلوبنا استحضار ذلك المعنى فتهتدي بنور الهادي الذي ينير حياتنا بلا اي مقابل
عن شبابة فيما ابلاه

في يوم من الايام....صحيت من الاحلام.....بصيت لحظة فمرايتي.....وظهرت ليا حقيقتي.....لقيت وش عجوز....صرخت وقلت كابوس.......دة يوم مفيهوش هروب على الجبين مكتوب......الشباب مهما طال....مسيرة يوم ينقضي.....العجز في الانتظار......والحكاية بتبتدي
عملت ايه يا ترى.......ضاع شبابك في ايه؟......حتقول فات ومضى والا حتفرح بيه.......اسمعلك كلمتين....يمكن ينفعوك.....شبابك مش هزار دة امل امك وابوك........قالوا فيك نشوف فرح معيشنهوش.....تنجح ونجاحك يغطي الشمس وقت الكسوف
شبابك مسئولية......حتعمل قيها ايه؟...حتقضيها نوم والا حتفرح بية؟.....دة انت فيوم القيامة حتتحاسب علية